رفتن به مطلب

المسائل المنتخبة

  • نوشته‌
    162
  • دیدگاه
    0
  • مشاهده
    11,327

نوشته‌های این وبلاگ

thaniashar

صلاة الآیات


احکام الصلاة

صلاة الآیات

تجب صلاة الآیات بالکسوف والخسوف، وکذا بالزلزلة علی الأحوط وجوباً، وإن لم یحصل الخوف بشیء من ذلک. والأحوط الأولی الإتیان بها لکلّ حادثة سماویة مخوّفة لأغلب الناس کهبوب الریح السوداء أو الحمراء أو الصفراء وظلمة الجو الخارقة للعادة والصاعقة ونحو ذلک، وکذا فی الحوادث الأرضیة المخوّفة کذلک، کخسف الأرض وسقوط الجبل وغور ماء البحر ونحو ذلک. وتتعدّد صلاة الآیات بتعدّد موجبها.

مسألة ۴۵۶ : وقت صلاة الآیات فی الکسوف والخسوف من ابتداء حدوثهما إلی تمام الانجلاء، والأحوط الأولی عدم تأخیرها عن الشروع فی الانجلاء، وأمّا فی غیرهما فتجب المبادرة بمجرّد حصول الآیة مع ضیق زمانها، وأمّا مع سعته فلا یجب البدار. وإن لم یصلّ حتّی مضی الزمان المتّصل بالآیة سقط وجوبها.

مسألة ۴۵۷ : صلاة الآیات رکعتان، وفی کلّ رکعة منها خمسة رکوعات، وکیفیة ذلک: أن یکبّر ویقرأ سورة الفاتحة وسورة تامّة غیرها، ثُمَّ یرکع فإذا رفع رأسه من الرکوع قرأ سورة الفاتحة وسورة تامّة ثُمَّ یرکع، وهکذا إلی أن یرکع الرکوع الخامس، فإذا رفع رأسه منه هوی إلی السجود وسجد سجدتین کما فی الفرائض الیومیة، ثُمَّ یقوم فیأتی فی الرکعة الثانیة بمثل ما أتی به فی الرکعة الأولی، ثُمَّ یتشهّد ویسلّم کما فی سائر الصلوات.

ویجوز الاقتصار فی کلّ رکعة علی قراءة سورة الفاتحة مرّة وقراءة سورة أخری، بأن یقرأ بعد سورة الفاتحة شیئاً من السورة - بشرط أن یکون آیة کاملة أو جملة تامّة علی الأحوط لزوماً-، ثُمَّ یرکع فإذا رفع رأسه من الرکوع یقرأ جزءاً آخر من تلک السورة من حیث قطعها ثُمَّ یرکع وهکذا، ویتمّ السورة بعد الرکوع الرابع ثُمَّ یرکع، وکذلک فی الرکعة الثانیة.

ویجوز له التبعیض بأن یأتی بالرکعة الأولی علی الکیفیة الأولی ویأتی بالرکعة الثانیة علی الکیفیة الأخری أو بالعکس، ولها کیفیات أخر لا حاجة إلی ذکرها.

مسألة ۴۵۸ : یستحبّ القنوت فی صلاة الآیات قبل الرکوع الثانی والرابع والسادس والثامن والعاشر، ویجوز الاکتفاء بقنوت واحد قبل الرکوع العاشر.

مسألة ۴۵۹ : الأحوط وجوباً عدم الاقتصار علی قراءة البسملة بعد الحمد فی صلاة الآیات کما تقدّم فی المسألة (۲۷۲).

مسألة ۴۶۰ : یجوز الإتیان بصلاة الآیات للخسوف والکسوف جماعة، کما یجوز أن یؤتی بها فرادی، ولکن إذا لم یدرک الإمام فی الرکوع الأوّل من الرکعة الأولی أو الرکعة الثانیة أتی بها فرادی.

مسألة ۴۶۱ : ما ذکرناه فی الصلوات الیومیة من الشروط والمنافیات وأحکام الشک والسهو کلّ ذلک یجری فی صلاة الآیات.

مسألة ۴۶۲ : إذا شک فی عدد الرکعات فی صلاة الآیات ولم یرجح أحد طرفیه علی الآخر بطلت صلاته، وإذا شک فی عدد الرکوعات لم یعتن به إذا کان بعد تجاوز المحلّ، وإلّا بنی علی الأقلّ وأتی بالمشکوک فیه.

مسألة ۴۶۳ : إذا علم بالکسوف أو الخسوف ولم یصلّ عصیاناً أو نسیاناً حتّی تمّ الانجلاء وجب علیه القضاء، بلا فرق بین الکلّی والجزئی منهما، والأحوط وجوباً الاغتسال قبل قضائها فیما إذا کان کلّیاً ولم یصلّها عصیاناً.

وإذا لم یعلم به حتّی تمّ الانجلاء فإن کان الکسوف أو الخسوف کلّیاً بأن احترق القرص کلّه وجب القضاء، وإلّا فلا.

والأحوط الأولی الإتیان بها فی غیر الکسوفین، سواء أعلم بحدوث الموجب حینه أم لم یعلم به.

مسألة ۴۶۴ : لا تصحّ صلاة الآیات من الحائض والنفساء، والأحوط الأولی أن تقضیاها بعد طهرهما.

مسألة ۴۶۵ : إذا اشتغلت ذمّة المکلّف بصلاة الآیات وبالفریضة الیومیة تخیر فی تقدیم أیتهما شاء إن وسعهما الوقت، وإن وسع إحداهما دون الأخری قدّم المضیق ثُمَّ أتی بالموسَّع، وإن ضاق وقتهما قدّم الیومیة.

وإذا اعتقد سعة وقت صلاة الآیات فشرع فی الیومیة فانکشف ضیق وقتها قطع الیومیة وأتی بالآیات، وإذا اعتقد سعة وقت الیومیة فشرع فی صلاة الآیات فانکشف ضیق وقت الیومیة قطعها وأتی بالیومیة، وعاد إلی صلاة الآیة من محلّ القطع إذا لم یقع منه مناف غیر الفصل بالیومیة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صلاة الاستیجار


احکام الصلاة

صلاة الاستیجار

یجب علی المکلّف أن یقضی بنفسه ما فاته من الصلوات کما مرّ، فإن لم یفعل ذلک وجب علیه أن یتوسّل إلی القضاء عنه بالإیصاء أو بإخباره ولده الأکبر أو بغیر ذلک. ولا یجوز القضاء عنه حال حیاته باستئجار أو تبرّع.

مسألة ۴۵۴ : لا تعتبر العدالة فی الأجیر، بل یکفی الوثوق بصدور العمل منه نیابة مع احتمال صحّته. والأحوط لزوماً اعتبار البلوغ فیه. ولا تعتبر المماثلة بین القاضی والمقضی عنه، فالرجل یقضی عن المرأة وبالعکس.

والعبرة فی الجهر والخفوت بحال القاضی، فیجهر فی القراءة فی الصلوات الجهریة فیما إذا کان القاضی رجلاً وإن کان القضاء عن المرأة، وتتخیر المرأة فیها بین الجهر والخفوت وإن کان القضاء عن الرجل.

مسألة ۴۵۵ : یجب علی الأجیر أن یأتی بالعمل علی النحو المتعارف إذا لم تشترط فی عقد الإجارة کیفیة خاصّة، وإلّا لزمه العمل بالشرط.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

قضاء الصلاة


احکام الصلاة

قضاء الصلاة

من لم یؤدّ الفریضة الیومیة أو أتی بها فاسدة حتّی ذهب وقتها یجب علیه قضاؤها خارج الوقت، إلّا صلاة الجمعة فإنّه إذا خرج وقتها یلزم الإتیان بصلاة الظهر. ولا فرق فی ذلک بین العامد والناسی والجاهل وغیرهم، ویستثنی من هذا الحکم موارد:

  • ۱- ما فات من الصلوات من الصبی أو المجنون.
  • ۲- ما فات من المغمی علیه إذا لم یکن الإغماء بفعله واختیاره، وإلّا وجب علیه القضاء علی الأحوط لزوماً.
  • ۳- ما فات من الکافر الأصلی، فلا یجب علیه القضاء بعد إسلامه، وأمّا المرتدّ فیلزمه القضاء.
  • ۴- الصلوات الفائتة من الحائض أو النفساء، فلا یجب قضاؤها بعد الطهر.

مسألة ۴۳۲ : إذا بلغ الصبی أو أسلم الکافر أو أفاق المجنون أو المغمی علیه أو طهرت الحائض أو النفساء فی أثناء الوقت، فإن لم یتّسع لأداء الصلاة ولو بإدراک رکعة من الوقت فلا شیء علیه أداءً ولا قضاءً، وأمّا إن اتّسع ولو لرکعة منها فیجب أداؤها، وإن لم یصلّها وجب القضاء فی خارج الوقت.

نعم، وجوب الأداء مع عدم سعة الوقت إلّا للصلاة مع الطهارة الترابیة أو مع عدم سعته لتحصیل سائر الشروط مبنی علی الاحتیاط، وکذلک وجوب القضاء فی مثل ذلک إذا لم یصلّ حتّی فات الوقت.

مسألة ۴۳۳ : من تمکن من أداء الصلاة فی أوّل وقتها مع الطهارة ولو کانت ترابیة ولم یأت بها ثُمَّ جنّ أو أغمی علیه حتّی خرج الوقت وجب علیه القضاء. وهکذا المرأة إذا تمکنت بعد دخول الوقت من تحصیل الطهارة - ولو الترابیة - وأداء الفریضة ولم تفعل حتّی حاضت وجب علیها القضاء.

ولا فرق فی الموردین بین التمکن من تحصیل بقیة الشروط قبل دخول الوقت وعدمه علی الأحوط لزوماً فی الصورة الأخیرة.

مسألة ۴۳۴ : فاقد الطهورین (الماء والتراب) یجب علیه القضاء ویسقط عنه الأداء، وإن کان الأحوط استحباباً الجمع بینهما.

مسألة ۴۳۵ : من رجع إلی مذهبنا من سائر الفرق الإسلامیة لا یجب علیه أن یقضی الصلوات التی صلّاها صحیحة فی مذهبه أو علی وفق مذهبنا مع تمشّی قصد القربة منه، بل لا تجب إعادتها إذا رجع وقد بقی من الوقت ما یسع إعادتها.

مسألة ۴۳۶ : الفرائض الفائتة یجوز قضاؤها فی أی وقت من اللیل أو النهار فی السفر أو فی الحضر، ولکنّ ما یفوت فی الحضر یجب قضاؤه تماماً وإن کان فی السفر، وما یفوت فی السفر یجب قضاؤه قصراً وإن کان فی الحضر. وما فات المسافر فی مواضع التخییر یجب قضاؤه قصراً علی الأحوط لزوماً وإن کان القضاء فی تلک المواضع. وأمّا ما یفوت المکلّف من الصلوات الاضطراریة کصلاة المضطجع والجالس فیجب قضاؤه علی نحو صلاة المختار، وکذا الحکم فی صلاة الخوف وشدّته.

مسألة ۴۳۷ : من فاتته الصلاة وهو مکلّف بالجمع بین القصر والتمام - لأجل الاحتیاط الوجوبی - وجب علیه الجمع فی القضاء أیضاً.

مسألة ۴۳۸ : من فاتته الصلاة وقد کان حاضراً فی أوّل وقتها ومسافراً فی آخره أو بعکس ذلک وجب علیه فی القضاء رعایة آخر الوقت، فیقضی قصراً فی الفرض الأوّل وتماماً فی الفرض الثانی، والأحوط استحباباً الجمع فی کلا الفرضین.

مسألة ۴۳۹ : لا ترتیب فی قضاء الفرائض، فیجوز قضاء المتأخّر فوتاً قبل قضاء المتقدّم علیه، وإن کان الأحوط استحباباً رعایة الترتیب. نعم، ما کان مرتّباً من أصله کالظهرین أو العشاءین من یوم واحد وجب الترتیب فی قضائه.

مسألة ۴۴۰ : إذا لم یعلم بعدد الفوائت ودار أمرها بین الأقلّ والأکثر جاز أن یقتصر علی المقدار المتیقّن، ولا یجب علیه قضاء المقدار المشکوک فیه.

مسألة ۴۴۱ : إذا فاتته صلاة واحدة وتردّدت بین صلاتین مختلفتی العدد - کما إذا تردّدت بین صلاة الفجر وصلاة المغرب - وجب علیه الجمع بینهما فی القضاء، وإن تردّدت بین صلاتین متساویتین فی العدد - کما إذا تردّدت بین صلاتی الظهر والعشاء - جاز له أن یأتی بصلاة واحدة عمّا فی الذمّة. ویتخیر بین الجهر والخفوت إذا کانت إحداهما إخفاتیة دون الأخری.

مسألة ۴۴۲ : وجوب القضاء موسّع فلا بأس بتأخیره ما لم ینته إلی المسامحة فی أداء الوظیفة.

مسألة ۴۴۳ : لا ترتیب بین الحاضرة والفائتة، فمن کانت علیه فائتة ودخل علیه وقت الحاضرة تخیر فی تقدیم أیهما شاء إذا وسعهما الوقت، والأحوط استحباباً تقدیم الفائتة ولا سیما إذا کانت فائتة ذلک الیوم، وفی ضیق الوقت تتعین الحاضرة ولا تزاحمها الفائتة.

مسألة ۴۴۴ : إذا شرع فی صلاة حاضرة وتذکر أن علیه فائتة جاز له أن یعدل بها إلی الفائتة إذا أمکنه العدول.

مسألة ۴۴۵ : یجوز التنفّل لمن کانت علیه فائتة، سواء فی ذلک النوافل المرتّبة وغیرها.

مسألة ۴۴۶ : من کان معذوراً عن تحصیل الطهارة المائیة فالأحوط لزوماً أن لا یقضی فوائته مع التیمّم إذا کان یرجو زوال عذره فیما بعد ذلک، وهکذا من لا یتمکن من الصلاة التامّة لعذر فإنّه لا یجوز له علی الأحوط أن یأتی بقضاء الفوائت إذا علم بارتفاع عذره فیما بعد، ولا بأس به إذا اطمأنّ ببقاء عذره وعدم ارتفاعه، بل لا بأس به مع الشک أیضاً، إلّا أنّه إذا ارتفع عذره لزمه القضاء ثانیاً علی الأحوط وجوباً. ویستثنی من ذلک ما إذا کان عذره فی غیر الأرکان، ففی مثل ذلک لا یجب القضاء ثانیاً وصحّ ما أتی به أوّلاً.

مثال ذلک: إذا لم یتمکن المکلّف من الرکوع أو السجود لمانع واطمأنّ ببقائه إلی آخر عمره أو أنّه شک فی ذلک فقضی ما فاته من الصلوات مع الإیماء بدلاً عن الرکوع أو السجود ثُمَّ ارتفع عذره وجب علیه القضاء ثانیاً، وأمّا إذا لم یتمکن من القراءة الصحیحة لعیب فی لسانه واطمأنّ ببقائه أو شک فی ذلک فقضی ما علیه من الفوائت ثُمَّ ارتفع عذره لم یجب علیه القضاء ثانیاً.

مسألة ۴۴۷ : لا یختصّ وجوب القضاء بالفرائض الیومیة بل یجب قضاء کلّ ما فات من الصلوات الواجبة، حتّی المنذورة فی وقت معین علی الأحوط لزوماً. وسیأتی حکم قضاء صلاة الآیات فی محلّه.

مسألة ۴۴۸ : المؤمن إذا فاتته الفریضة لعذر ولم یقضها مع التمکن منه حتّی مات فالأحوط وجوباً أن یقضیها عنه ولده الأکبر إن لم یکن قاصراً حین موته - لصغر أو جنون - ولم یکن ممنوعاً من إرثه ببعض أسبابه کالقتل والکفر، وإلّا لم یجب علیه ذلک، والأحوط الأولی القضاء عن الأمّ أیضاً.

ویختصّ وجوب القضاء بما وجب علی المیت نفسه، وأمّا ما وجب علیه باستئجار ونحو ذلک فلا یجب علی الولد الأکبر قضاؤه، ومن هذا القبیل ما وجب علی المیت من فوائت أبیه ولم یؤدّه حتّی مات، فإنّه لا یجب قضاء ذلک علی ولده.

مسألة ۴۴۹ : إذا تعدّد الولد الأکبر وجب - علی الأحوط - القضاء علیهما وجوباً کفائیاً، فلو قضی أحدهما سقط عن الآخر.

مسألة ۴۵۰ : لا یجب علی الولد الأکبر أن یباشر قضاء ما فات أباه من الصلوات، بل یجوز أن یستأجر غیره للقضاء، بل لو تبرّع أحد فقضی عن المیت سقط الوجوب عن الولد الأکبر، وکذلک إذا أوصی المیت باستئجار شخص لقضاء فوائته کانت وصیته نافذة شرعاً.

مسألة ۴۵۱ : إذا شک الولد الأکبر فی فوت الفریضة عن أبیه لم یجب علیه القضاء، وإذا دار أمر الفائتة بین الأقلّ والأکثر اقتصر علی الأقلّ، وإذا علم بفوتها وشک فی قضاء أبیه لها وجب علیه القضاء علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۴۵۲ : لا تخرج أجرة قضاء ما فات المیت من الصلوات من أصل الترکة، فلو لم یکن له ولد ولم یوصِ بذلک لم یجب الاستئجار علی سائر الورثة.

مسألة ۴۵۳ : لا یحکم بفراغ ذمّة الولد الأکبر ولا ذمّة المیت بمجرّد الاستئجار ما لم یتحقّق العمل فی الخارج، فإذا مات الأجیر قبل الإتیان بالعمل أو منعه مانع عنه وجب علی الولی القضاء بنفسه أو باستئجار غیره علی الأحوط لزوماً کما مرّ.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الصلاة فی السفر

مسألة ۴۲۸ : من أتمّ صلاته فی موضع یتعین فیه التقصیر عالماً عامداً بطلت صلاته، وفی غیر ذلک صور:

۱- أن یکون ذلک لجهله بأصل مشروعیة التقصیر للمسافر أو کونه واجباً، ففی هذه الصورة تصحّ صلاته ولا تجب إعادتها.

۲- أن یکون ذلک لجهله بالحکم فی خصوص المورد وإن علم به فی الجملة، وذلک کمن أتمّ صلاته فی المسافة التلفیقیة لجهله بوجوب القصر فیها وإن علم به فی المسافة الامتدادیة، وفی هذه الصورة الأحوط وجوباً إعادة الصلاة إذا علم بالحکم فی الوقت، ولا یجب قضاؤها إذا علم به بعد خروج الوقت.

۳- أن یکون ذلک لخطئه واشتباهه فی التطبیق مع علمه بالحکم، ففی هذه الصورة تجب الإعادة فی الوقت، ولا یجب القضاء إذا انکشف له الحال بعد مضی الوقت.

۴- أن یکون ذلک لنسیانه سفره أو وجوب القصر علی المسافر، ففی هذه الصورة تجب الإعادة فی الوقت، ولا یجب القضاء إذا تذکر بعد مضی الوقت.

۵- أن یکون ذلک لأجل السهو أثناء العمل مع علمه بالحکم والموضوع فعلاً، ففی هذه الصورة تجب الإعادة فی الوقت، فإن لم یتذکر حتّی خرج الوقت فالأحوط وجوباً قضاؤها.

مسألة ۴۲۹ : إذا قصر فی صلاته فی موضع یجب فیه الإتمام بطلت ولزمته الإعادة أو القضاء، من دون فرق بین العامد والجاهل والناسی والخاطئ. نعم، إذا قصد المسافر الإقامة فی مکان وقصر فی صلاته لجهله بأن حکمه الإتمام ثُمَّ علم به کان الحکم بوجوب الإعادة علیه مبنیاً علی الاحتیاط الوجوبی.

مسألة ۴۳۰ : إذا کان فی أوّل الوقت حاضراً فأخّر صلاته حتّی سافر فالأحوط وجوباً أن یؤدّیها قصراً لا تماماً، ولو کان أوّل الوقت مسافراً فأخّر صلاته حتّی أتی بلده أو قصد الإقامة فی مکان فالأحوط وجوباً أن یؤدّیها تماماً لا قصراً، فالعبرة فی التقصیر والإتمام بوقت العمل دون وقت الوجوب علی الأحوط لزوماً. وسیأتی حکم القضاء فی هاتین الصورتین فی المسألة (۴۳۸).

التخیر بین القصر والاتمام

یتخیر المسافر بین التقصیر والإتمام فی مواضع أربعة: مکة المعظّمة، والمدینة المنوّرة، والکوفة، وحرم الحسین (علیه السلام)، فللمسافر السائغ له التقصیر أن یتمّ صلاته فی هذه المواضع بل هو أفضل وإن کان التقصیر أحوط استحباباً.

ولا یختصّ التخییر فی البلاد الثلاثة بمساجدها بل هو ثابت فی جمیعها وإن کان الاختصاص أحوط استحباباً. وأمّا التخییر فی حرم الحسین (علیه السلام) فهو ثابت فیما یحیط بالقبر الشریف بمقدار خمسة وعشرین ذراعاً (أی ما یقارب ۱۱,۵ متراً) من کلّ جانب، فتدخل بعض الأروقة فی الحدّ المذکور ویخرج عنه بعض المسجد الخلفی.

مسألة ۴۳۱ : إذا شرع المسافر فی الصلاة فی مواضع التخییر قاصداً بها التقصیر جاز له أن یعدل بها إلی الإتمام، وکذلک العکس.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

قواطع السفر


احکام الصلاة

قواطع السفر

إذا تحقّق السفر واجداً للشروط الثمانیة المتقدّمة بقی المسافر علی تقصیره فی الصلاة ما لم یتحقّق أحد الأمور (القواطع) الآتیة:

الأوّل: المرور بالوطن، فإنّ المسافر إذا مرّ به فی سفره ونزل فیه وجب علیه الإتمام ما لم ینشئ سفراً جدیداً. وأمّا المرور اجتیازاً من غیر نزول ففی کونه قاطعاً إشکال، فالأحوط وجوباً أن یجمع بعده بین القصر والتمام ما لم یکن قاصداً للمسافة ولو بالتلفیق مع ما یطویه فی الرجوع.

والمقصود بالوطن أحد المواضع الثلاثة:

  • ۱- مقرّه الأصلی الذی ینسب إلیه ویکون مسکن أبویه ومسقط رأسه عادة.
  • ۲- المکان الذی اتّخذه مقرّاً ومسکناً دائمیاً لنفسه بحیث یرید أن یبقی فیه بقیة عمره.
  • ۳- المکان الذی اتّخذه مقرّاً لفترة طویلة بحیث لا یصدق علیه أنّه مسافر فیه ویراه العرف مقرّاً له، حتّی إذا اتّخذ مسکناً مؤقّتاً فی مکان آخر لمدّة عشرة أیام أو نحوها، کما لو أراد السکنی فی مکان سنة ونصف السنة أو أکثر فإنّه یلحقه حکم الوطن بعد شهر - مثلاً - من إقامته فیه بالنیة المذکورة، وأمّا قبله فیحتاط بالجمع بین القصر والتمام.

ثُمَّ إنه لا فرق فی الوطن الاتّخاذی (القسمین الأخیرین) بین أن یکون ذلک بالاستقلال أو یکون بتبعیة شخص آخر من زوج أو غیره.

ولا تعتبر إباحة المسکن فی أی من الأقسام الثلاثة. ویزول عنوان الوطن فیها بالخروج معرضاً عن سکنی ذلک المکان.

وقد ذکر بعض الفقهاء نحواً آخراً من الوطن یسمّی بالوطن الشرعی، ویقصد به: المکان الذی یملک فیه منزلاً قد أقام فیه ستّة أشهر متّصلة عن قصد ونیة، ولکن لم یثبت عندنا هذا النحو.

ثُمَّ إنه یمکن أن یتعدّد الوطن الاتّخاذی، وذلک کأن یتّخذ الإنسان علی النحو المذکور مساکن لنفسه یسکن أحدها - مثلاً - أربعة أشهر أیام الحرّ ویسکن ثانیها أربعة أشهر أیام البرد ویسکن الثالث باقی السنة.

الثانی: قصد الإقامة فی مکان معین عشرة أیام متوالیة، وبذلک ینقطع حکم السفر ویجب علیه التمام، ونعنی بقصد الإقامة: اطمئنان المسافر بإقامته فی مکان معین عشرة أیام، سواء أکانت الإقامة اختیاریة أم کانت اضطراریة أم إکراهیة، فلو حبس المسافر فی مکان وعلم أنّه یبقی فیه عشرة أیام وجب علیه الإتمام. ولو عزم علی إقامة عشرة أیام ولکنّه لم یطمئنّ بتحقّقه فی الخارج بأن احتمل سفره قبل إتمام إقامته لأمر ما وجب علیه التقصیر وإن اتّفق أنّه أقام عشرة أیام.

مسألة ۴۱۹ : من تابع غیره فی السفر والإقامة کالزوجة والخادم ونحوهما إن اعتقد أن متبوعه لم یقصد الإقامة أو أنّه شک فی ذلک قصر فی صلاته، فإذا انکشف له أثناء الإقامة أن متبوعه کان قاصداً لها من أوّل الأمر بقی علی تقصیره، إلّا إذا علم أنّه یقیم بعد ذلک عشرة أیام، وکذلک الحکم فی عکس ذلک، فإذا اعتقد التابع أن متبوعه قصد الإقامة فأتمّ ثُمَّ انکشف أنّه لم یکن قاصداً لها فالتابع یتمّ صلاته حتّی یسافر.

مسألة ۴۲۰ : إذا قصد المسافر الإقامة فی بلد مدّة محددة وشک فی أنّها تبلغ عشرة أیام أم لا کان حکمه القصر وإن تبین بعد ذلک أنّها تبلغ العشرة، مثال ذلک: ما إذا دخل المسافر بلدة النجف المقدّسة فی الیوم الحادی والعشرین من شهر رمضان عازماً علی الإقامة إلی یوم العید، ولکنّه شک فی نقصان الشهر وتمامه فلم یدر أنّه یقیم فیها تسعة أیام أو عشرة قصر فی صلاته وإن اتّفق أن الشهر لم ینقص، وهکذا الحال فیما إذا تخیل أن ما قصده لا یبلغ عشرة أیام ثُمَّ انکشف خطؤه، کما إذا دخل النجف - فی المثال المذکور - فی الیوم الرابع عشر من الشهر وعزم علی الإقامة إلی نهایة لیالی القدر معتقداً أن الیوم الذی دخل فیه هو الیوم الخامس عشر وأن مدّة إقامته تبلغ تسعة أیام، فإنّه یقصر فی صلاته وإن انکشف له بعد ذلک أن دخوله کان فی الیوم الرابع عشر منه.

مسألة ۴۲۱ : لا یعتبر فی قصد الإقامة وجوب الصلاة علی المسافر، فالصبی المسافر إذا قصد الإقامة فی بلد وبلغ أثناء إقامته أتمّ صلاته وإن لم یقم بعد بلوغه عشرة أیام، وکذلک الحال فی الحائض أو النفساء إذا طهرت أثناء إقامتها.

مسألة ۴۲۲ : إذا قصد الإقامة فی بلد ثُمَّ عدل عن قصده ففیه صور:

۱- أن یکون عدوله بعدما صلّی صلاة أدائیة تماماً، ففی هذه الصورة یبقی علی حکم التمام ما بقی فی ذلک البلد.

۲- أن یکون عدوله قبل أن یصلّیها تماماً، ففی هذه الصورة یجب علیه التقصیر.

۳- أن یکون عدوله أثناء ما یصلّیها تماماً، ففی هذه الصورة یعدل بها إلی القصر ما لم یدخل فی رکوع الرکعة الثالثة ویتمّ صلاته، والأحوط الأولی أن یعیدها بعد ذلک، وإذا کان العدول بعدما دخل فی رکوع الثالثة بطلت صلاته علی الأحوط لزوماً ولزمه استئنافها قصراً.

مسألة ۴۲۳ : لا یعتبر فی قصد الإقامة أن لا ینوی الخروج من محلّ الإقامة، فلا بأس بأن یقصد الخروج لتشییع جنازة أو لزیارة قبور المؤمنین أو للتفرّج وغیر ذلک ما لم یبلغ حدّ المسافة ولو ملفّقة، ولم تطل مدّة خروجه بمقدار ینافی صدق الإقامة فی البلد عرفاً.

مسألة ۴۲۴ : إذا نوی الخروج أثناء إقامته تمام النهار أو ما یقارب تمامه فلا إشکال فی عدم تحقّق قصد الإقامة ووجوب التقصیر علیه، وکذا لو نوی الخروج تمام اللیل. وأمّا لو نوی الخروج نصف النهار والرجوع ولو ساعة بعد دخول اللیل فهو لا ینافی قصد الإقامة ما لم یتکرّر بحدّ تصدق معه الإقامة فی أزید من مکان واحد.

مسألة ۴۲۵ : یشترط التوالی فی الأیام العشرة، ولا عبرة باللیلة الأولی والأخیرة، فلو قصد المسافر إقامة عشرة أیام کاملة مع اللیالی المتوسّطة بینها وجب علیه الإتمام، والظاهر کفایة التلفیق أیضاً بأن یقصد الإقامة من زوال یوم الدخول إلی زوال الیوم الحادی عشر مثلاً.

مسألة ۴۲۶ : إذا قصد إقامة عشرة أیام فی بلد وأقام فیها أو أنّه صلّی تماماً ثُمَّ عزم علی الخروج إلی ما دون المسافة ففی ذلک صور:

۱- أن یکون عازماً علی الإقامة عشرة أیام بعد رجوعه، ففی هذه الصورة یجب علیه الإتمام فی ذهابه وإیابه ومقصده.

۲- أن یکون عازماً علی الإقامة أقلّ من عشرة أیام بعد رجوعه، ففی هذه الصورة یجب علیه الإتمام أیضاً فی الإیاب والذهاب والمقصد.

۳- أن لا یکون قاصداً للرجوع وکان ناویاً للسفر من مقصده، ففی هذه الصورة یجب علیه التقصیر من حین خروجه من بلد الإقامة.

۴- أن یکون ناویاً للسفر من مقصده ولکنّه یرجع فیقع محلّ إقامته فی طریقه، وحکمه فی هذه الصورة وجوب القصر أیضاً فی الذهاب والمقصد ومحلّ الإقامة.

۵- أن یغفل عن رجوعه وسفره أو یتردّد فی ذلک فلا یدری أنّه یسافر من مقصده أو یرجع إلی محلّ الإقامة، وعلی تقدیر رجوعه لا یدری بإقامته فیه وعدمها، ففی هذه الصورة یجب علیه الإتمام ما لم ینشئ سفراً جدیداً.

الثالث: بقاء المسافر فی محلّ خاصّ ثلاثین یوماً، فإذا دخل المسافر بلدة اعتقد أنّه لا یقیم فیها عشرة أیام أو تردّد فی ذلک ولکنّه بقی فیها حتّی تمّ له ثلاثون یوماً وجب علیه الإتمام بعد ذلک ما لم ینشئ سفراً جدیداً، والظاهر کفایة التلفیق هنا کما تقدّم فی إقامة عشرة أیام. ولا یکفی البقاء فی أمکنة متعدّدة، فلو بقی المسافر فی بلدین - کالکوفة والنجف - ثلاثین یوماً لم یترتّب علیه حکم الإتمام.

مسألة ۴۲۷ : لا یضرّ الخروج من البلد لغرض ما أثناء البقاء ثلاثین یوماً بمقدار لا ینافی صدق البقاء فی ذلک البلد - کما تقدّم فی إقامة عشرة أیام -، وإذا تمّ له ثلاثون یوماً وأراد الخروج إلی ما دون المسافة فالحکم فیه کما ذکرناه فی المسألة السابقة، والصور المذکورة هناک جاریة هنا أیضاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صلاة المسافر


احکام الصلاة

صلاة المسافر

یجب علی المسافر التقصیر فی الصلوات الرباعیة، وهو أن یقتصر علی الرکعتین الأولیین ویسلّم فی الثانیة. وللتقصیر شروط:

الشرط الأوّل: قصد المسافة، بمعنی إحراز قطعها ولو من غیر إرادة، فإذا خرج غیر قاصد للمسافة لطلب ضالة أو غریم ونحوه لم یقصر فی ذهابه وإن کان المجموع مسافة أو أزید. نعم، إذا قصد المسافة بعد ذلک - ولو بالتلفیق مع مسافة الرجوع - لزمه التقصیر من حین الشروع فیها، وهکذا الحکم فی النائم والمغمی علیه إذا سوفر بهما من غیر سبق التفات.

والمسافة هی: ثمانیة فراسخ، والفرسخ ثلاثة أمیال، والمیل أربعة الآف ذراع بذراع إنسان عادی، وعلیه فالمسافة تتحقّق بما یقارب (۴۴) کیلومتراً.

مسألة ۳۹۴ : یتحقّق طی المسافة بأنحاء:

  • ۱- أن یسیر ثمانیة فراسخ مستقیماً.
  • ۲- أن یسیرها غیر مستقیم، بأن یکون سیره فی دائرة أو خط منکسر.
  • ۳- أن یسیر أربعة فراسخ ویرجع مثلها. وفی حکمه ما إذا کان الذهاب أو الرجوع أقلّ من أربعة فراسخ إذا بلغ مجموعهما ثمانیة فراسخ، وإن کان الأحوط الأولی فی ذلک الجمع بین القصر والتمام.

مسألة ۳۹۵ : لا یعتبر فی المسافة الملفّقة أن یکون الذهاب والإیاب فی یوم واحد، فلو سافر أربعة فراسخ قاصداً الرجوع وجب علیه التقصیر ما لم تحصل الإقامة القاطعة للسفر ولا غیرها من قواطعه، وإن کان الأحوط استحباباً فی غیر ما قصد الرجوع لیومه الجمع بین القصر والإتمام.

مسألة ۳۹۶ : تثبت المسافة بالعلم، وبشهادة عدلین، وبالاطمئنان الحاصل من المبادئ العقلائیة کالشیاع وخبر العادل الواحد أو مطلق الثقة ونحو ذلک. وإذا لم تثبت المسافة بشیء من هذه الطرق وجب التمام.

مسألة ۳۹۷ : إذا قصد المسافر محلّاً خاصّاً واعتقد أن مسیره لا یبلغ المسافة أو أنّه شک فی ذلک فأتمّ صلاته ثُمَّ انکشف أنّه کان مسافة أعادها قصراً فیما إذا بقی الوقت، ووجب علیه التقصیر فیما بقی من سفره. وإذا اعتقد أنّه مسافة فقصر صلاته ثُمَّ انکشف خلافه أعادها تماماً، سواء کان الانکشاف فی الوقت أم فی خارجه، ویتمّها فیما بقی من سفره ما لم ینشئ سفراً جدیداً.

مسألة ۳۹۸ : تحتسب المسافة من الموضع الذی یعدّ الشخص بعد تجاوزه مسافراً عرفاً، وهو آخر البلد غالباً، وربما یکون آخر الحی أو المحلّة فی بعض البلاد الکبیرة جدّاً، وآخر المسافة لمن یسافر إلی بلد غیر وطنه هو مقصده فی ذلک البلد، لا أوّله.

مسألة ۳۹۹ : إذا قصد الصبی مسافة ثُمَّ بلغ أثناءها قصر فی صلاته وإن کان الباقی من سفره لا یبلغ المسافة.

مسألة ۴۰۰ : لا یعتبر الاستقلال فی قصد المسافة، فمن سافر بتبع غیره

- باختیار أو بإکراه - من زوج أو والد أو غیرهما وجب علیه التقصیر إذا علم أن مسیره ثمانیة فراسخ. وإذا شک فی ذلک لزمه الإتمام، ولا یجب الاستعلام وإن تمکن منه.

مسألة ۴۰۱ : إذا اعتقد التابع أن مسیره لا یبلغ ثمانیة فراسخ أو أنّه شک فی ذلک فأتمّ صلاته ثُمَّ انکشف خلافه لم تجب علیه الإعادة، ویجب علیه التقصیر إذا کان الباقی بنفسه مسافة وإلّا لزمه الإتمام. نعم، إذا کان قاصداً محلّاً خاصّاً معتقداً أنّه لا یبلغ المسافة ثُمَّ انکشف الخلاف جری علیه حکم غیره المتقدّم فی المسألة (۳۹۷).

الشرط الثانی: استمرار القصد ولو حکماً، بمعنی أنّه لا ینافیه إلّا العدول عنه أو التردّد فیه، فلو قصد المسافة وعدل عنه أو تردّد قبل بلوغ الأربعة أتمّ صلاته. نعم، إذا کان عازماً علی الرجوع وکان ما سبق منه قبل العدول مع ما یقطعه فی الرجوع بمقدار المسافة بقی علی تقصیره.

مسألة ۴۰۲ : إذا سافر قاصداً للمسافة فعدل عنه ثُمَّ بدا له فی السفر ففی ذلک صورتان:

۱- أن یبلغ الباقی من سفره مقدار المسافة ولو کان بضمیمة الرجوع إلیه، ففی هذه الصورة یتعین علیه التقصیر.

۲- أن لا یکون الباقی مسافة ولکنّه یبلغها بضمّ مسیره الأوّل إلیه قبل التردّد - بعد إسقاط ما تخلّل بینهما ممّا قطعه حال التردّد -، ولا یبعد وجوب القصر فی هذه الصورة أیضاً، وإن کان الأحوط استحباباً أن یجمع بینه وبین الإتمام.

مسألة ۴۰۳ : إذا قصد المسافة وصلی قصراً ثُمَّ عدل عن سفره فالأحوط لزوماً أن یعیدها أو یقضیها تماماً.

مسألة ۴۰۴ : لا یعتبر فی قصد المسافة أن یقصد المسافر موضعاً معیناً، فلو سافر قاصداً ثمانیة فراسخ متردّداً فی مقصده وجب علیه التقصیر، وکذلک الحال فیما إذا قصد موضعاً خاصّاً وعدل فی الطریق إلی موضع آخر وکان المسیر إلی کلّ منهما مسافة.

مسألة ۴۰۵ : لو عدل من المسیر فی المسافة الامتدادیة إلی المسیر فی المسافة التلفیقیة أو بالعکس بقی علی التقصیر.

الشرط الثالث: أن لا یتحقّق أثناء المسافة شیء من قواطع السفر: المرور بالوطن علی ما سیجیء، قصد الإقامة عشرة أیام، التوقّف ثلاثین یوماً فی محلّ متردّداً وسیأتی تفصیل ذلک، فلو خرج قاصداً طی المسافة الامتدادیة أو التلفیقیة وعلم أنّه یمرّ بوطنه وینزل فیه أثناء المسافة، أو أنّه یقیم أثناءها عشرة أیام لم یشرع له التقصیر من الأوّل، وکذلک الحال فیما إذا خرج قاصداً المسافة واحتمل أنّه یمرّ بوطنه وینزل فیه، أو یقیم عشرة أیام أثناء المسافة، أو أنّه یبقی أثناءها فی محلّ ثلاثین یوماً متردّداً، فإنّه فی جمیع ذلک یتمّ صلاته من أوّل سفره. نعم، إذا اطمأنّ من نفسه أنّه لا یتحقّق شیء من ذلک قصر صلاته وإن احتمل تحقّقه ضعیفاً.

مسألة ۴۰۶ : إذا خرج قاصداً المسافة واتّفق أنّه مرّ بوطنه ونزل فیه، أو قصد إقامة عشرة أیام، أو أقام ثلاثین یوماً متردّداً، أو أنّه احتمل شیئاً من ذلک أثناء المسافة احتمالاً لا یطمأنّ بخلافه، ففی جمیع هذه الصور یتمّ صلاته. وما صلاه قبل ذلک قصراً یعیده أو یقضیه تماماً علی الأحوط وجوباً. ولا بُدَّ فی التقصیر بعد ذلک من إنشاء السفر لمسافة جدیدة وإلّا أتمّ فیما بقی من سفره أیضاً.

نعم، فی الصورة الأخیرة إذا عزم علی المضی فی سفره بعد أن احتمل قطعه ببعض القواطع یجری علیه ما تقدّم فی المسألة (۴۰۲).

الشرط الرابع: أن یکون سفره سائغاً، فإن کان السفر بنفسه حراماً أو قصد الحرام بسفره أتمّ صلاته، ومن هذا القبیل ما إذا سافر قاصداً به ترک واجب کسفر الغریم فراراً من أداء دینه مع وجوبه علیه، ومثله السفر فی السیارة المغصوبة إذا قصد الفرار بها عن المالک، ویدخل فیه أیضاً السفر فی الأرض المغصوبة.

مسألة ۴۰۷ : العاصی بسفره یجب علیه التقصیر فی إیابه إذا لم یکن الإیاب بنفسه من سفر المعصیة، ولا فرق فی ذلک بین من تاب عن معصیته ومن لم یتب، کما لا فرق بین کون الرجوع بمقدار المسافة أو لا.

مسألة ۴۰۸ : إذا سافر سفراً سائغاً ثُمَّ تبدّل سفره إلی سفر المعصیة أتمّ صلاته ما دام عاصیاً، فإن عدل عنه إلی سفر الطاعة قصر فی صلاته سواء کان الباقی مسافة أم لا.

مسألة ۴۰۹ : إذا کانت الغایة من سفره أمرین أحدهما مباح والآخر حرام أتمّ صلاته، إلّا إذا کان الحرام تابعاً وکان الداعی إلی سفره هو الأمر المباح.

مسألة ۴۱۰ : إتمام الصلاة - إذا کانت الغایة محرّمة - یتوقّف علی تنجّز حرمتها، فإن لم تتنجّز أو لم تکن الغایة محرّمة فی نفس الأمر لم یجب الإتمام، مثلاً: إذا سافر لغایة شراء دار یعتقد أنّها مغصوبة فانکشف - أثناء سفره أو بعد الوصول إلی المقصد - خلافه کانت وظیفته التقصیر، وکذلک إذا سافر قاصداً شراء دار یعتقد جوازه ثُمَّ انکشف أنّها مغصوبة. نعم، لا یضرّ بالإتمام عدم تحقّق الغایة المحرّمة صدفة.

الشرط الخامس: أن لا یکون سفره للصید لهواً، وإلّا أتمّ صلاته فی ذهابه وقصر فی إیابه إذا لم یکن - کالذهاب للصید - لهواً، وإذا کان الصید لقوت نفسه أو عیاله وجب التقصیر، وکذلک إذا کان الصید للتجارة.

الشرط السادس: أن لا یکون ممّن لا مقرّ له کالسائح الذی یرتحل من بلد إلی بلد ولیس له مقرّ فی أی منها، ومثله البدو الرُحَّل ممّن یکون بیوتهم معهم. ولو کانت له حالتان کأن یکون له مقرّ فی الشتاء یستقرّ فیه، ورحلة فی الصیف یطلب فیها العشب والکلأ - مثلاً - کما هو الحال فی بعض أهل البوادی کان لکلّ منهما حکمه، فیقصر لو خرج إلی حدّ المسافة فی الحالة الأولی ویتمّ فی الثانیة.

الشرط السابع: أن لا یکون کثیر السفر إما باتّخاذ عمل سفری مهنة له کالسائق والملاح، أو بتکرّر السفر منه خارجاً وإن لم یکن مقدّمة لمهنته، بل کان له غرض آخر منه کالتنزه والزیارة، فالمعیار کثرة السفر ولو تقدیراً کما فی القسم الأوّل.

ولو سافر السائق أو شبهه فی غیر عمله وجب علیه التقصیر کغیره من المسافرین، إلّا مع تحقّق الکثرة الفعلیة فی حقّه، وسیأتی ضابطها.

مسألة ۴۱۱ : الحطّاب أو الراعی أو السائق أو نحوهم إذا کان عمله فیما دون المسافة واتّفق أنّه سافر ولو فی عمله یقصر فی صلاته.

مسألة ۴۱۲ : من کان السفر عمله فی أکثر أیام السنة أو فی بعض فصولها، کمن یدور فی تجارته أو یشتغل بالمکاراة أو الملاحة أیام الصیف فقط یتمّ صلاته حینما یسافر فی عمله.

وأمّا من کان السفر عمله فی فترة قصیرة - کثلاثة أسابیع من کلّ عام - وإن زاد علی مرّة واحدة، کمن یؤجّر نفسه للنیابة فی حجّ أو زیارةٍ أو لخدمة الحجاج أو الزائرین أو لإراءتهم الطریق أو للسیاقة أو الملاحة ونحوهما أیاماً خاصّة، فیجب القصر علیهم.

مسألة ۴۱۳ : لا یعتبر تعدّد السفر فی من اتّخذ العمل السفری مهنة له، فمتی ما صدق علیه عنوان السائق أو نحوه وجب علیه الإتمام. نعم، إذا توقّف صدقه علی تکرار السفر وجب التقصیر قبله. والظاهر توقّف صدق عنوان السائق - مثلاً - علی العزم علی مزاولة مهنة السیاقة مرّة بعد أخری علی نحو لا تکون له فترة غیر معتادة لمن یتّخذ تلک المهنة عملاً له، وتختلف الفترة طولاً وقصراً بحسب اختلاف الموارد.

مسألة ۴۱۴ : تتحقّق کثرة السفر فی حقّ من یتکرّر منه السفر خارجاً لکونه مقدّمة لمهنته أو لغرض آخر إذا کان یسافر فی کلّ شهر ما لا یقلّ عن عشر مرّات من عشرة أیام منه، أو یکون فی حال السفر فیما لا یقلّ عن عشرة أیام من الشهر ولو بسفرین أو ثلاثة، مع العزم علی الاستمرار علی هذا المنوال مدّة ستّة أشهر مثلاً من سنة واحدة، أو مدّة ثلاثة أشهر من سنتین فما زاد.

وأمّا إذا کان یسافر فی کلّ شهر أربع مرّات مثلاً أو یکون مسافراً فی سبعة أیام منه فما دون فحکمه القصر.

ولو کان یسافر ثمان مرّات فی الشهر الواحد أو یکون مسافراً فی ثمانیة أیام منه أو تسعة فالأحوط لزوماً أن یجمع بین القصر والتمام.

مسألة ۴۱۵ : إذا أقام مَن عَمَلُه السفر فی بلده أو فی غیره عشرة أیام بنیة الإقامة لم ینقطع حکم عملیة السفر فیتم الصلاةَ بعده حتّی فی سفره الأوّل. ولا یبعد جریان هذا الحکم حتّی فی المکاری، وإن کان الأحوط استحباباً له الجمع بین القصر والإتمام فی سفره الأوّل.

الشرط الثامن: أن یصل إلی حدّ الترخّص، فلا یجوز التقصیر قبله. وحدّ الترخّص هو: المکان الذی یتواری المسافر بالوصول إلیه عن أنظار أهل البلد بسبب ابتعاده عنهم، وعلامة ذلک غالباً تواریهم عن نظره بحیث لا یراهم، والعبرة فی عین الرائی وصفاء الجو بالمتعارف، مع عدم الاستعانة بالآلات المتداولة لمشاهدة الأماکن البعیدة.

مسألة ۴۱۶ : لا یعتبر حدّ الترخّص فی الإیاب کما یعتبر فی الذهاب، فالمسافر یقصر فی صلاته حتّی یدخل بلده ولا عبرة بوصوله إلی حدّ الترخّص، وإن کان الأولی رعایة الاحتیاط بتأخیر الصلاة إلی حین الدخول فی البلد، أو الجمع بین القصر والتمام إذا صلّی بعد الوصول إلی حدّ الترخّص.

مسألة ۴۱۷ : إنّما یعتبر حدّ الترخّص ذهاباً فیما إذا کان السفر من بلد المسافر، وأمّا إذا کان من المکان الذی أقام فیه عشرة أیام أو بقی فیه ثلاثین یوماً متردّداً فالظاهر أنّه یقصر من حین شروعه فی السفر ولا یعتبر فیه الوصول إلی حدّ الترخّص، ولکنّ رعایة الاحتیاط أولی.

مسألة ۴۱۸ : إذا شک المسافر فی وصوله إلی حدّ الترخّص بنی علی عدمه وأتمّ صلاته، فإذا انکشف بعد ذلک خلافه وکان الوقت باقیاً أعادها قصراً، ولا یجب القضاء لو انکشف بعده. وکذلک الحال فی من اعتقد عدم وصوله حدّ الترخّص ثُمَّ بان خطؤه.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

من أحکام صلاة الجماعة


احکام الصلاة

من أحکام صلاة الجماعة

مسألة ۳۷۷ : الأحوط لزوماً ترک المأمومِ القراءةَ فی الرکعة الأولی والثانیة من الظهرین، ویستحبّ له أن یشتغل بالتسبیح أو التحمید أو غیر ذلک من الأذکار، ویجب علیه ترک القراءة فی صلاة الفجر، وفی الرکعتین الأولیین من العشاءین إذا سمع صوت الإمام ولو همهمته، والأحوط الأولی حینئذٍ أن ینصت ویستمع لقراءة الإمام، ولا ینافیه الاشتغال بالذکر ونحوه فی نفسه، وأمّا إذا لم یسمع شیئاً من القراءة ولا الهمهمة فهو بالخیار إن شاء قرأ مع الخفوت وإن شاء ترک، والقراءة أفضل.

هذا کلّه فیما إذا کان الإمام فی الرکعة الأولی أو الثانیة من صلاته، وأمّا إذا کان فی الرکعة الثالثة أو الرابعة فلا یتحمّل عن المأموم شیئاً، فلا بُدَّ للمأموم من أن یعمل بوظیفته، فإن کان فی الرکعة الأولی أو الثانیة لزمته القراءة، وإن کان فی الرکعة الثالثة أو الرابعة تخیر بین القراءة والتسبیحات، والتسبیح أفضل. ولا فرق فی بقیة الأذکار بین ما إذا أتی بالصلاة جماعة وبین ما إذا أتی بها فرادی.

مسألة ۳۷۸ : یختصّ سقوط القراءة عن المأموم فی الرکعة الأولی والثانیة بما إذا استمرّ فی ائتمامه، فإذا انفرد أثناء القراءة لزمته القراءة من أوّلها، ولا تجزئه قراءة ما بقی منها علی الأحوط لزوماً، وکذا إذا انفرد لا لعذر بعد القراءة قبل أن یرکع مع الإمام، فتلزمه القراءة حینئذٍ علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۳۷۹ : إذا ائتمّ بالإمام وهو راکع سقطت عنه القراءة وإن کان الائتمام فی الرکعة الثالثة أو الرابعة للإمام.

مسألة ۳۸۰ : لزوم القراءة علی المأموم فی الرکعة الأولی والثانیة له - إذا کان الإمام فی الرکعة الثالثة أو الرابعة - یختصّ بما إذا أمهله الإمام للقراءة، فإن لم یمهله جاز له أن یکتفی بقراءة سورة الفاتحة ویرکع معه، وإن لم یمهله لذلک أیضاً - بأن لم یتمکن من إدراک الإمام راکعاً إذا أتمّ قراءته - جاز له قطع الحمد والرکوع معه، وإن کان الأحوط الأولی أن ینفرد فی صلاته.

مسألة ۳۸۱ : تعتبر فی صلاة الجماعة متابعة الإمام فی الأفعال، فلا یجوز التقدّم علیه فیها، بل الأولی التأخر عنه یسیراً. ولو تأخر کثیراً بحیث أخلّ بالمتابعة فی جزء بطل الائتمام فی ذلک الجزء، بل مطلقاً علی الأحوط لزوماً إذا لم یکن الإخلال بها عن عذر، وإلّا لم یبطل الائتمام، کما إذا أدرک الإمام قبل رکوعه ومنعه الزحام عن الالتحاق به حتّی قام إلی الرکعة التالیة فإنّه یجوز له أن یرکع ویسجد وحده ویلتحق بالإمام بعد ذلک.

مسألة ۳۸۲ : إذا رکع المأموم أو سجد باعتقاد أن الإمام قد رکع أو سجد فبان خلافه أتی بالذکر الواجب فیهما، ثُمَّ یلزمه علی الأحوط أن یرجع ویتابع الإمام فی رکوعه أو سجوده، والأحوط الأولی أن یأتی بذکر الرکوع أو السجود عند متابعة الإمام أیضاً، ولیس له الإخلال بالذکر الواجب لأجل متابعة الإمام فی رکوعه وسجوده بل یأتی به ثُمَّ یلحق بالإمام وتصحّ جماعته.

مسألة ۳۸۳ : إذا رفع المأموم رأسه من الرکوع باعتقاد أن الإمام قد رفع رأسه لزمه علی الأحوط العود إلیه لمتابعة الإمام ولا تضرّه زیادة الرکن، فإن لم یرجع ففی صحّة صلاته جماعة إشکال، وإذا رفع رأسه قبل الإمام متعمّداً بطلت جماعته وینفرد فی صلاته، وکذلک الحال فی السجود.

مسألة ۳۸۴ : إذا رفع المأموم رأسه من السجود فرأی الإمامَ ساجداً واعتقد أنّها السجدة الأولی فسجد للمتابعة، ثُمَّ انکشف أنّها الثانیة حُسبت له سجدة ثانیة، ولا تجب علیه السجدة الأخری.

مسألة ۳۸۵ : إذا رفع المأموم رأسه من السجدة فرأی الإمام فی السجدة واعتقد أنّها الثانیة فسجد، ثُمَّ انکشف أنّها کانت الأولی لم تحسب له الثانیة، ولزمته سجدة أخری مع الإمام.

مسألة ۳۸۶ : لا تجب متابعة الإمام فی الأقوال ویجوز التقدّم علیه فیها، سواء فی ذلک الأقوال الواجبة والمستحبّة، من دون فرق بین حالتی سماع صوت الإمام وعدمه. وتستثنی من ذلک تکبیرة الإحرام، فلا یجوز التقدّم فیها علی الإمام بأن یشرع فیها قبل الإمام أو یفرغ منها قبله، بل الأحوط استحباباً أن یأتی بها بعد انتهاء الإمام منها.

ویجوز ترک المتابعة فی التشهّد الأخیر لعذر، فیجوز أن یتشهّد ویسلِّم قبل الإمام، کما لا تجب رعایتها فی التسلیم الواجب مطلقاً فیجوز أن یسلِّم قبل الإمام وینصرف.

مسألة ۳۸۷ : لا یجب علی من یرید الدخول فی الجماعة أن ینتظر حتّی یکبّر أوّلاً من هو واسطة فی اتّصاله بالإمام کالواقف فی الصفّ المتقدّم فیجوز أن یکبّرا جمیعاً دفعة واحدة، بل یجوز أن یکبّر المتأخّر قبل أن یکبّر المتقدّم إذا کان متهیئاً له.

مسألة ۳۸۸ : إذا کبّر المأموم قبل الإمام سهواً کانت صلاته فرادی ویجوز له قطعها واستئنافها جماعة، وفی مشروعیة العدول بها إلی النافلة مع کونه بانیاً علی قطعها إشکال.

مسألة ۳۸۹ : إذا ائتمّ والإمام فی الرکعة الثانیة من الصلوات الرباعیة لزمه التخلّف عن الإمام لأداء وظیفة التشهّد مقتصراً فیه علی المقدار الواجب من غیر توانٍ ثُمَّ یلتحق بالامام وهو قائم، فإن لم یمهله للتسبیحات الأربع اکتفی بالمرّة ولحقه فی الرکوع أو السجود حسب ما یتیسّر له.

مسألة ۳۹۰ : إذا ائتمّ والإمام قائم ولم یدر أنّه فی الرکعة الأولی أو الثانیة لتسقط القراءة عنه، أو أن الإمام فی الثالثة أو الرابعة لتجب علیه القراءة، فالأحوط لزوماً له الإتیان بالقراءة قاصداً بها القربة المطلقة.

مسألة ۳۹۱ : إذا ائتمّ والإمام فی الرکعة الثانیة تستحبّ متابعته فی القنوت والتشهّد، والأحوط وجوباً له التجافی حال التشهّد، وهو أن یضع یدیه علی الأرض ویرفع رکبتیه عنها قلیلاً.

مسألة ۳۹۲ : لا تجب الطمأنینة علی المأموم حال قراءة الإمام، ولکنّها أحوط استحباباً.

مسألة ۳۹۳ : إذا انکشف للمأموم بعد الصلاة فسق الإمام صحّت صلاته وجماعته، وإذا انکشف له ذلک فی الأثناء انفرد فی صلاته.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شروط صلاة الجماعة


احکام الصلاة

شروط صلاة الجماعة

یعتبر فی صلاة الجماعة أمور:

الأوّل: قصد المأموم الائتمام. ولا یعتبر فیه أن یکون الائتمام بقصد القربة، فلا بأس بالائتمام بداعٍ آخر غیرها کالتخلّص من الوسواس أو سهولة الأمر علیه إذا قصد بذلک القربة، وإلّا لم تصحّ علی الأحوط لزوماً.

ولا یعتبر قصد الإمامة إلّا فی ثلاث صلوات:

  • ۱- الصلاة المعادة جماعة فیما إذا کان المعید إماماً.
  • ۲- صلاة الجمعة.
  • ۳- صلاة العیدین حین وجوبها.

الثانی: تعین الإمام لدی المأموم، ویکفی تعینه إجمالاً، کما لو قصد الائتمام بالإمام الحاضر وإن لم یعرف شخصه.

مسألة ۳۷۰ : إذا ائتمّ باعتقاد أنّ الإمام زید فظهر بعد الفراغ أنّه عمرو صحّت صلاته وجماعته، سواء اعتقد عدالة عمرو أیضاً أم لم یعتقدها، وإذا ظهر له ذلک فی الأثناء ولم یحرز عدالته انفرد فی صلاته.

مسألة ۳۷۱ : لا یجوز للمأموم أن یعدل فی صلاة الجماعة عن إمام إلی آخر إلّا أن یحدث للإمام الأوّل ما یعجز به عن إکمال صلاته أو الاستمرار فی الإمامة، کما لو صار فرضه الجلوس وهم قیام، أو أکمل صلاته دونهم لکون فرضه القصر وفرضهم التمام، وفی مثله یجوز للمأمومین تقدیم غیره وإتمام الصلاة معه، والأحوط الأولی أن یکون الإمام أحدهم.

الثالث: عدم کون الإمام مأموماً، فلا یجوز الائتمام بمن ائتمّ فی صلاته بشخص آخر.

الرابع: أن یکون الائتمام من أوّل الصلاة، فلا یجوز لمن شرع فی صلاة فرادی أن یأتمّ فی أثنائها.

الخامس: أن لا ینفرد المأموم فی أثناء الصلاة من غیر عذر، وإلّا فصحّة جماعته محلّ إشکال، سواء أنوی الانفراد من أوّل الأمر أم بدا له ذلک فی الأثناء، ولکنّه لا یضرّ بصحّة الصلاة إلّا مع الإخلال بوظیفة المنفرد فإنّ الأحوط لزوماً حینئذٍ إعادة الصلاة. نعم، إذا أخلّ بما یغتفر الإخلال به عن عذر فلا حاجة إلی الإعادة، وهذا فیما إذا بدا له العدول بعد فوات محلّ القراءة أو بعد زیادة سجدة واحدة للمتابعة مثلاً.

السادس: إدراک المأمومِ الإمامَ حال القیام قبل الرکوع أو فی الرکوع وإن کان بعد الذکر، ولو لم یدرکه حتّی رفع الإمام رأسه من الرکوع لم تنعقد له الجماعة.

مسألة ۳۷۲ : لو ائتمّ بالإمام حال رکوعه ورکع ولم یدرکه راکعاً بأن رفع الإمام رأسه قبل أن یصل المأموم إلی حدّ الرکوع جاز له إتمام صلاته فرادی، وکذا لو شک فی إدراکه الإمام راکعاً مع عدم تجاوز المحلّ، وأمّا مع التجاوز عنه کما لو شک فی ذلک بعد الرکوع فتصحّ صلاته جماعة.

مسألة ۳۷۳ : لو کبّر بقصد الائتمام والإمام راکع ورفع الإمام رأسه من الرکوع قبل أن یرکع المأموم فله أن یقصد الانفراد ویتمّ صلاته، ویجوز له أیضاً متابعة الإمام فی السجود بقصد القربة المطلقة ثُمَّ تجدید التکبیر بعد القیام بقصد الأعمّ من الافتتاح والذکر المطلق.

مسألة ۳۷۴ : لو أدرک الإمام وهو فی التشهّد من الرکعة الأخیرة جاز له أن یکبّر بنیة الجماعة ویجلس قاصداً به التبعیة، ویجوز له أن یتشهّد بنیة القربة المطلقة ولکن لا یسلّم علی الأحوط وجوباً، فإذا سلّم الإمام قام وأتمّ صلاته من غیر استئناف للنیة والتکبیر، ویکتب له ثواب الجماعة.

السابع: أن لا ینفصل الإمام عن المأموم - إذا کان المأموم رجلاً - بحائل یمنع عن مشاهدته، بل مطلق الحائل وإن لم یمنع عنها کالزجاج، وکذا بین بعض المأمومین مع الآخر ممّن یکون واسطة فی اتّصاله بالإمام کمن فی صفّه من طرف الإمام أو قدّامه إذا لم یکن فی صفّه من یتّصل بالإمام.

الثامن: أن لا یکون موقف الإمام أعلی من موقف المأموم، ولا بأس بالمقدار الیسیر الذی لا یعدّ علوّاً عرفاً، کما لا بأس بالعلوّ التسریحی (التدریجی) إذا لم ینافِ صدق انبساط الأرض عرفاً، وإلّا فلا بُدَّ من ملاحظة أن لا یکون موقف الإمام أعلی من موقف المأموم بمقدار معتدّ به، ولا بأس بأن یکون موقف المأموم أعلی من موقف الإمام بکثیر وإن کان العلوّ دفعیاً ما لم یبلغ حدّاً لا یصدق معه الجماعة.

التاسع: أن لا یکون الفصل بین المأموم والإمام أو بینه وبین من هو سبب الاتّصال بالإمام کثیراً فی العادة. والأحوط لزوماً أن لا یکون بین موقف الإمام ومسجد المأموم أو بین موقف السابق ومسجد اللاحق أزید من أقصی مراتب الخطوة، والأفضل بل الأحوط استحباباً أن لا یکون بین الموقفین أزید ممّا یشغله إنسان متعارف حال سجوده.

مسألة ۳۷۵ : من حضر الجماعة فرأی الإمام راکعاً وکانت بینه وبین الجماعة مسافة یحتمل أن لا یدرک الإمام راکعاً بطیها جاز له أن یدخل فی الصلاة وهو فی مکانه ویهوی إلی الرکوع ثُمَّ یمشی حاله حتّی یلحق بالجماعة، أو یصبر فیتمّ رکوعه وسجوده فی موضعه ثُمَّ یلحق بها حین یقوم الإمام إلی الرکعة التالیة، ویجوز المشی للالتحاق بها فی القیام بعد الرکوع أیضاً.

ویختصّ هذا الحکم بما إذا لم یکن هناک مانع من الائتمام إلّا البعد، ویعتبر أن لا یکون بمقدار لا یصدق معه الاقتداء عرفاً. ویلزم المأموم أن لا ینحرف أثناء مشیه عن القبلة، والأحوط وجوباً أن لا یشتغل حال مشیه بالقراءة.

العاشر: أن لا یتقدّم المأموم علی الإمام، والأحوط وجوباً أن لا یحاذیه فی الموقف أیضاً بل یقف متأخّراً عنه، إلّا فیما إذا کان المأموم رجلاً واحداً فإنّه یجوز له الوقوف بحذاء الإمام.

هذا فی الرجل، وأمّا المرأة فتراعی فی موقفها من الإمام إذا کان رجلاً - وکذا مع غیره من الرجال - ما مرّ فی المسألة (۲۲۳) من مکان المصلّی.

مسألة ۳۷۶ : إذا أقیمت الجماعة فی المسجد الحرام لزم وقوف المأمومین بأجمعهم خلف الإمام، وتشکل إقامتها مستدیرة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شروط الامامة


احکام الصلاة

شروط الامامة

تعتبر فی الإمامة أمور:

۱- بلوغ الإمام، فلا یجوز الائتمام بالصبی حتّی للصبی. نعم، یحتمل جواز الائتمام بالبالغ عشراً، ولکنّ الأحوط لزوماً ترکه.

۲- عقله، فلا یجوز الاقتداء بالمجنون وإن کان أدواریاً. نعم، لا بأس بالاقتداء به حال إفاقته.

۳- إیمانه وعدالته، وقد مرّ تفسیر العدالة فی المسألة (۲۰). ویکفی فی إحرازها حسن الظاهر، وتثبت بشهادة عدلین وبالشیاع المفید للیقین أو الاطمئنان، بل تثبت بالاطمئنان الحاصل من أی منشأ عقلائی کشهادة عدل واحد.

۴- طهارة المولد، فلا یجوز الائتمام بولد الزنا.

۵- صحّة قراءته، فلا یجوز ائتمام من یجید القراءة بمن لا یجیدها وإن کان معذوراً فی عمله، بل لا یجوز ائتمام من لا یجید القراءة بمثله إذا اختلفا فی المحلّ، بل الأحوط لزوماً ترکه مع اتّحاد المحلّ أیضاً. نعم، لا بأس بالائتمام بمن لا یجید القراءة فی غیر المحلّ الذی یتحمّله الإمام عن المأموم، کأن یأتمّ به فی الرکعة الثانیة بعد أن یرکع أو فی الرکعتین الأخیرتین، کما لا بأس بالائتمام بمن لا یجید الأذکار کذکر الرکوع والسجود والتشهّد والتسبیحات الأربع إذا کان معذوراً من تصحیحها.

۶- ذکورته إذا کان المأموم ذکراً. ولا بأس بائتمام المرأة بالمرأة، وإذا أمتّ المرأة النساء فالأحوط وجوباً أن تقف فی صفّهنّ دون أن تتقدّم علیهنّ.

۷- أن لا یکون ممّن جری علیه الحدّ الشرعی علی الأحوط وجوباً.

۸- أن تکون صلاته عن قیام إذا کان المأموم یصلّی عن قیام. ولا بأس بإمامة الجالس للجالسین، والأحوط وجوباً عدم الائتمام بالمستلقی أو المضطجع وإن کان المأموم مثله، وعدم ائتمامهما بالقائم والقاعد.

۹- توجّهه إلی الجهة التی یتوجّه إلیها المأموم، فلا یجوز لمن یعتقد أن القبلة فی جهة أن یأتمّ بمن یعتقد أنّها فی جهة أخری. نعم، یجوز ذلک إذا کان الاختلاف بینهما یسیراً تصدق معه الجماعة عرفاً.

۱۰- صحّة صلاة الإمام عند المأموم، فلا یجوز الائتمام بمن کانت صلاته باطلة بنظر المأموم اجتهاداً أو تقلیداً، مثال ذلک:

أ- إذا تیمّم الإمام فی موضع باعتقاد أن وظیفته التیمّم فلا یجوز لمن یعتقد أن الوظیفة فی ذلک الموضع هی الوضوء أو الغسل أن یأتمّ به.

ب- إذا علم أن الإمام نسی رکناً من الأرکان لم یجز الاقتداء به وإن لم یعلم الإمام به ولم یتذکره.

ج- إذا علم أن الماء الذی توضّأ به الإمام کان نجساً لم یجز له الاقتداء به وإن کان الإمام یعتقد طهارته. نعم، إذا علم بنجاسة بدن الإمام أو لباسه وهو جاهل به جاز ائتمامه به ولا یلزمه إخباره؛ وذلک لأن صلاة الإمام حینئذٍ صحیحة فی الواقع.

وبهذا یظهر الحال فی سائر موارد الاختلاف بین الإمام والمأموم فیما إذا کان المأموم یعتقد صحّة صلاة الإمام بالنسبة إلیه؛ لکون الخلل الواقع فیها ممّا لا یضرّ بالصحّة مع الاعتماد فیه علی حجة شرعیة، ومن أمثلة ذلک:

أ- إذا رأی الإمام جواز الاکتفاء بالتسبیحات الأربع فی الرکعة الثالثة والرابعة مرّة واحدة، فإنّه یجوز لمن یری وجوب الثلاث أن یأتمّ به.

ب- إذا اعتقد الإمام عدم وجوب السورة فی الصلاة فإنّه یجوز لمن یری وجوبها أن یأتمّ به بعدما دخل فی الرکوع، وکذلک الحال فی بقیة الموارد إذا کان الاختلاف من هذا القبیل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صلاة الجماعة


احکام الصلاة

صلاة الجماعة

تستحبّ الجماعة فی الصلوات الیومیة، ویتأکد استحبابها فی صلاة الفجر وفی العشاءین. وینبغی تقدیم الأفضل، ففی الحدیث قال رسول الله (صلّی الله علیه وآله): «إِمَامُ القَوْمِ وَافِدُهُمْ إِلَیٰ الله تَعَالیٰ، فَقَدِّمُوا فِی صَلَاتِکمْ أَفْضَلَکمْ». وکلّما زاد عدد الجماعة زاد فضلها. وتجب الجماعة فی صلاة الجمعة کما تقدّم فی بیان شروط صلاة الجمعة.

مسألة ۳۶۳ : قد تجب الجماعة فی الصلوات الیومیة، وهو فی موارد:

۱- ما إذا أمکن المکلّف تصحیح قراءته وتسامح حتّی ضاق الوقت عن التعلّم والصلاة، وقد تقدّم فی المسألة (۲۷۰).

۲- ما إذا ابتلی المکلّف بالوسواس لحدّ تبطل معه الصلاة کلّما صلّی وتوقّف دفعه علی أن یصلّی جماعة.

۳- ما إذا لم یسع الوقت أن یصلّی فرادی ووسعها جماعة، کما إذا کان المکلّف بطیئاً فی قراءته أو لأمر آخر غیر ذلک.

۴- ما إذا تعلّق النذر أو الیمین أو العهد ونحو ذلک بأداء الصلاة جماعة. وإذا أمر أحد الوالدین ولده بالصلاة جماعة فالأحوط الأولی امتثاله.

موارد مشروعیة الجماعة

تشرع الجماعة فی جمیع الفرائض الیومیة وإن اختلفت صلاة الإمام وصلاة المأموم من حیث الجهر والخفوت، أو القصر والتمام، أو القضاء والأداء، ومن هذا القبیل أن تکون صلاة الإمام ظهراً وصلاة المأموم عصراً وبالعکس، وکذلک فی العشاءین.

مسألة ۳۶۴ : لا تشرع الجماعة فیما إذا اختلفت صلاة الإمام وصلاة المأموم فی النوع کالصلوات الیومیة والآیات والأموات. نعم، یجوز أن یأتمّ فی صلاة الآیات بمن یصلّی تلک الصلاة وإن اختلفت الآیتان، بأن کانت إحدی الصلاتین للکسوف أداءً والأخری للخسوف قضاءً أو بالعکس. ولم تثبت مشروعیة الائتمام فی صلاة الطواف ولا فی صلاة الآیات فی غیر الکسوفین ولو کان بمن یصلّی تلک الصلاة، فلا تترک مراعاة مقتضی الاحتیاط فی ذلک.

مسألة ۳۶۵ : لا یجوز الائتمام فی الصلوات الیومیة بمن یصلّی صلاة الاحتیاط. والأحوط وجوباً ترک الائتمام فی صلاة الاحتیاط حتّی بمن یصلّی صلاة الاحتیاط وإن کان الاحتیاط فی کلتا الصلاتین من جهة واحدة، فإذا شک کلّ من الإمام والمأموم بین الثلاث والأربع وبنیا علی الأربع انفرد کلّ منهما فی صلاة الاحتیاط علی الأحوط وجوباً.

مسألة ۳۶۶ : یجوز لمن یرید إعادة صلاته من جهة الاحتیاط الوجوبی أو الاستحبابی أن یأتمّ فیها، ولا یجوز لغیره أن یأتمّ به فیها. ویستثنی من هذا الحکم ما إذا کانت کلّ من صلاتی الإمام والمأموم احتیاطیة وکانت جهة احتیاط الإمام جهةً لاحتیاط المأموم أیضاً، کما إذا صلّیا عن وضوء بماء مشتبه بالمضاف غفلة ولزمتهما إعادة الوضوء والصلاة للاحتیاط الوجوبی، أو صلّیا مع المحمول النجس اجتهاداً أو تقلیداً وأرادا إعادة الصلاة للاحتیاط الاستحبابی، ففی مثل ذلک یجوز لأحدهما أن یأتمّ بالآخر فی صلاته.

مسألة ۳۶۷ : لا تشرع الجماعة فی النوافل الأصلیة علی الأحوط لزوماً فی بعض مواردها، ولا فرق فی ذلک بین ما وجبت بنذر أو شبهه وغیره، کما لا فرق بین أن یکون کلّ من صلاتی الإمام والمأموم نافلة وأن تکون إحداهما نافلة. وتستثنی من ذلک صلاة الاستسقاء، فإنّ الجماعة مشروعة فیها. وکذا لا بأس بها فیما صار مستحبّاً بالعارض، فتجوز فی صلاة العیدین مع عدم توفّر شروط الوجوب.

مسألة ۳۶۸ : یجوز لمن یصلّی عن غیره - تبرّعاً أو استئجاراً - أن یأتمّ فیها مطلقاً، کما یجوز لغیره أن یأتمّ به إذا علم فوت الصلاة عن المنوب عنه.

مسألة ۳۶۹ : من صلّی منفرداً استحبّ له أن یعید صلاته جماعةً إماماً أو مأموماً، ویشکل جوازه فیما إذا صلّیا منفردین ثُمَّ أرادا إعادتها جماعة بائتمام أحدهما بالآخر من دون أن یکون فی الجماعة من لم یؤدّ فریضته، بل یشکل ذلک أیضاً لمن صلّی جماعة - إماماً أو مأموماً - فأراد أن یعیدها جماعة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

سجود السهو


احکام الصلاة

سجود السهو

تجب سجدتان للسهو فی موارد، ولکن لا تتوقّف صحّة الصلاة علی الإتیان بهما. وهذه الموارد هی:

۱- ما إذا تکلّم فی الصلاة سهواً علی الأحوط لزوماً.

۲- ما إذا سلّم فی غیر موضعه علی الأحوط لزوماً، کما إذا اعتقد أن ما بیده هی الرکعة الرابعة فسلّم ثُمَّ انکشف أنّها کانت الثانیة.

والمراد بالسلام هو: جملة «السَّلَامُ عَلَینَا وَعَلَیٰ عِبَادِ الله الصَّالِحینَ» أو جملة «السَّلَامُ عَلَیکمْ» مع إضافة «وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُه» أو بدونها، وأمّا جملة «السَّلَامُ عَلَیک أَیهَا النَّبِی وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُهُ» فزیادتها سهواً لا توجب سجدتی السهو.

۳- ما إذا نسی التشهّد فی الصلاة، علی ما مرّ فی المسألة (۳۴۹).

۴- ما إذا شک بین الأربع والخمس أو ما بحکمه، علی ما مرّ فی المسألة (۳۳۵).

۵- ما إذا علم إجمالاً بعد الصلاة أنّه زاد فیها أو نقص مع کون صلاته محکومة بالصحّة فإنّه یسجد سجدتی السهو علی الأحوط لزوماً.

والأحوط الأولی أن یأتی بسجدتی السهو فیما لو نسی سجدة واحدة کما مرّ فی المسألة (۳۴۹)، وفیما إذا قام فی موضع الجلوس أو جلس فی موضع القیام سهواً، بل الأحوط الأولی أن یسجد لکلّ زیادة ونقیصة.

مسألة ۳۵۴ : إذا تعدّد ما یوجب سجدتی السهو لزم الإتیان بهما بتعداده. نعم، إذا سلّم فی غیر موضعه بکلتا الجملتین المتقدّمتین، أو تکلّم سهواً بکلام طویل لم یجب الإتیان بسجدتی السهو إلّا مرّة واحدة.

مسألة ۳۵۵ : تجب المبادرة إلی سجدتی السهو، ولو أخرهما عمداً لم تسقطا علی الأحوط وجوباً فیأتی بهما فوراً ففوراً، ولو أخرهما نسیاناً أتی بهما متی تذکر.

مسألة ۳۵۶ : کیفیة سجدتی السهو: أن ینوی ثُمَّ یسجد - ولا حاجة إلی التکبیر قبل السجود وإن کان أحوط استحباباً - ثُمَّ یرفع رأسه ویجلس ثُمَّ یسجد ثُمَّ یرفع رأسه ویتشهّد تشهّد الصلاة ثُمَّ یقول: «السَّلَامُ عَلَیکم»، والأولی أن یضیف إلیه جملة «وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُهُ»، کما أن الأحوط استحباباً أن یقول فی کلّ من السجدتین: «بِسْمِ الله وَبِالله السَّلَامُ عَلَیک أَیهَا النَّبِی وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُهُ».

مسألة ۳۵۷ : الأحوط وجوباً فی سجود السهو أن یکون علی ما یصحّ السجود علیه فی الصلاة، ولا تعتبر فیه بقیة شروط السجود أو الصلاة، وإن کان الأحوط استحباباً رعایتها.

مسألة ۳۵۸ : من شک فی تحقّق ما یوجب سجدتی السهو لم یعتن به، ومن شک فی الإتیان بهما مع العلم بتحقّق موجبهما وجب علیه الإتیان بهما مع عدم فوات المبادرة، بل الأحوط لزوماً الإتیان بهما مع فوات المبادرة أیضاً.

مسألة ۳۵۹ : إذا علم بتحقّق ما یوجب سجدتی السهو وشک فی الأقلّ والأکثر بنی علی الأقلّ، مثلاً: إذا علم أنّه سلّم فی غیر موضعه ولم یدرِ أنّه کان مرّة واحدة أو مرّتین أو احتمل أنّه تکلّم أیضاً لم یجب علیه إلّا الإتیان بسجدتی السهو مرّة واحدة.

مسألة ۳۶۰ : إذا شک فی الإتیان بشیء من أجزاء سجدتی السهو وجب الإتیان به إن کان شکه قبل تجاوز محلّه وإلّا لم یعتن به، وکذا لا یعتنی به إذا کان الشک بعد الفراغ.

مسألة ۳۶۱ : إذا شک ولم یدرِ أنّه أتی بسجدتین أو ثلاث لم یعتن به، سواء شک قبل دخوله فی التشهّد أم شک بعده، وإذا علم أنّه أتی بثلاث أعاد سجدتی السهو.

مسألة ۳۶۲ : إذا نسی سجدة واحدة من سجدتی السهو فإن أمکنه التدارک بأن ذکرها قبل أن یتحقّق فصل طویل لزمه التدارک، وإلّا أتی بسجدتی السهو من جدید.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

قضاء الاجزاء المنسیة


احکام الصلاة

قضاء الاجزاء المنسیة

مسألة ۳۴۹ : من ترک سجدة واحدة سهواً ولم یمکن تدارکها فی الصلاة قضاها بعدها، والأحوط الأولی أن یأتی بسجدتی السهو أیضاً، ویجری هذا الحکم فیما إذا کان المنسی سجدة واحدة فی أکثر من رکعة. ویعتبر فی قضاء السجدة ما یعتبر فی أدائها من الطهارة والاستقبال وغیر ذلک. ومن ترک التشهّد فی الصلاة سهواً أتی بسجدتی السهو، والأحوط الأولی قضاؤه أیضاً.

مسألة ۳۵۰ : الأحوط وجوباً فی قضاء السجدة أن یؤتی بها بعد الصلاة قبل صدور ما ینافیها، ولو صدر المنافی جاز الاکتفاء بقضائها، وإن کان الأحوط استحباباً إعادة الصلاة أیضاً.

مسألة ۳۵۱ : الأحوط لزوماً تقدیم قضاء السجدة علی الإتیان بسجدتی السهو لأی سبب کان، کما أن الأحوط لزوماً تقدیم صلاة الاحتیاط علی قضاء السجدة لو وجبا جمیعاً علی المکلّف.

مسألة ۳۵۲ : من شک فی الإتیان بقضاء السجدة قبل خروج وقت الصلاة وجب الإتیان بها، وهکذا إذا کان الشک بعد خروج الوقت علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۳۵۳ إذا نسی قضاء السجدة وتذکر بعد الدخول فی صلاة فریضة تخیر بین قطع الصلاة وقضاء السجدة وبین تأخیر قضائها إلی ما بعد الصلاة، وإن تذکر بعد الدخول فی صلاة نافلة قضاها فی أثنائها وله البناء علی صلاته.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

صلاة الاحتیاط


احکام الصلاة

صلاة الاحتیاط

صلاة الاحتیاط هی: ما یؤتی بها بعد الصلاة تدارکاً للنقص المحتمل فیها. ویعتبر فیها أمور:

  • ۱- أن یؤتی بها بعد الصلاة قبل الإتیان بشیء من منافیاتها، وإلّا لم تصحّ علی الأحوط لزوماً.
  • ۲- أن یؤتی بها تامّة الأجزاء والشروط علی النحو المعتبر فی أصل الصلاة، غیر أن صلاة الاحتیاط لیس لها أذان ولا إقامة ولیس فیها سورة - غیر فاتحة الکتاب - ولا قنوت.
  • ۳- أن یخفت فی قراءتها علی الأحوط لزوماً وإن کانت الصلاة الأصلیة جهریة، والأحوط الأولی الخفوت فی البسملة أیضاً.

مسألة ۳۴۲ : من أتی بشیء من المنافیات قبل صلاة الاحتیاط لزمته إعادة أصل الصلاة علی الأحوط لزوماً، ولا حاجة معها إلی صلاة الاحتیاط.

مسألة ۳۴۳ : إذا علم قبل أن یأتی بصلاة الاحتیاط أن صلاته کانت تامّةً سقط وجوبها، وإذا علم أنّها کانت ناقصةً وعلم مقدار النقص لزمه تدارک ما نقص، ثُمَّ الإتیان بسجدتی السهو لزیادة السلام علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۳۴۴ : إذا علم بعد صلاة الاحتیاط نقص صلاته بالمقدار المشکوک فیه لم تجب علیه الإعادة وقامت صلاة الاحتیاط مقامه، مثلاً: إذا شک بین الثلاث والأربع فبنی علی الأربع وأتمّ صلاته، ثُمَّ تبین له بعد صلاة الاحتیاط أن صلاته کانت ثلاثاً صحّت صلاته، وکانت الرکعة من قیام أو الرکعتان من جلوس بدلاً عن الرکعة الناقصة.

مسألة ۳۴۵ : إذا شک فی الإتیان بصلاة الاحتیاط فإن کان شکه بعد خروج الوقت لم یعتن بشکه، وأمّا إذا کان بعد الإتیان بما ینافی الصلاة عمداً وسهواً فالأحوط لزوماً استئناف الصلاة.

مسألة ۳۴۶ : إذا شک فی عدد الرکعات من صلاة الاحتیاط بنی علی الأکثر، إلّا إذا استلزم البناء علیه بطلانها فیبنی حینئذٍ علی الأقل، مثلاً: إذا کانت وظیفة الشاک الإتیان برکعتین احتیاطاً فشک فیها بین الواحدة والاثنتین بنی علی الاثنتین، وإذا کانت وظیفته الإتیان برکعة واحدة وشک فیها بین الواحدة والاثنتین بنی علی الواحدة.

مسألة ۳۴۷ : إذا شک فی شیء من أفعال صلاة الاحتیاط جری علیه حکم الشک فی أفعال الصلاة الأصلیة.

مسألة ۳۴۸ : إذا نقص رکناً من صلاة الاحتیاط عمداً أو سهواً، أو زاده فیها عمداً بطلت کما فی الصلاة الأصلیة، وهکذا فیما إذا زاد رکناً فیها سهواً علی الأحوط لزوماً. ویجتزئ حینئذٍ بإعادة أصل الصلاة. ولا تجب سجدتا السهو بزیادة غیر الأرکان أو نقصانه فیها سهواً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الشکیات


احکام الصلاة

الشکیات

الشک فی الصلاة

مسألة ۳۳۰ : من شک فی الإتیان بصلاة فی وقتها لزمه الإتیان بها، ولا یعتنی بالشک إذا کان بعد خروج الوقت. ویستثنی من ذلک الوسواسی فإنّه لا یعتنی بشکه ولو فی الوقت، وکذلک کثیر الشک.

مسألة ۳۳۱ : من شک فی الإتیان بصلاة الظهر بعدما صلّی العصر، أو شک فی الإتیان بصلاة المغرب بعدما صلّی العشاء لزمه الإتیان بها.

مسألة ۳۳۲ : من شک فی الإتیان بالظهرین ولم یبق من الوقت إلّا مقدار فریضة العصر لزمه الإتیان بها، والأحوط لزوماً قضاء صلاة الظهر أیضاً، ولو کان عالماً بعدم أداء صلاة العصر کفاه الإتیان بها ولم یجب علیه قضاء صلاة الظهر، وکذلک الحال فی العشاءین.

مسألة ۳۳۳ : من شک فی صحّة صلاته بعد الفراغ منها لم یعتن بشکه، وکذا إذا شک فی صحّة جزء من الصلاة بعد الإتیان به، وکذا إذا شک فی أصل الإتیان به بعدما دخل فیما لا ینبغی الدخول فیه شرعاً مع الإخلال بالمشکوک فیه عمداً، وأمّا إذا کان الشک قبل الدخول فیه لزمه الإتیان بالمشکوک فیه، وقد مرّ تفصیل ذلک فی مسائل (واجبات الصلاة).

الشک فی عدد الرکعات

إذا شک المصلّی فی عدد رکعات الصلاة جاز له قطعها واستئنافها، ولا یلزمه علاج ما هو قابل للعلاج إذا لم یستلزم محذور فوات الوقت، وإلّا لم یجز له ذلک. والأحوط وجوباً عدم الاستئناف قبل الإتیان بأحد القواطع کالاستدبار مثلاً. وما یذکر فی المسائل الثلاث الآتیة فی بیان کیفیة العلاج فیما یقبل العلاج من الشکوک إنّما یتعین العمل به فی خصوص ما إذا استلزم القطع والاستئناف فوات الوقت.

مسألة ۳۳۴ : من شک فی صلاة الفجر أو غیرها من الصلوات الثنائیة أو فی صلاة المغرب ولم یحفظ عدد رکعاتها، فإن غلب ظنّه علی أحد طرفی الشک بنی علیه، وإلّا بطلت صلاته.

مسألة ۳۳۵ : من شک فی عدد رکعات الصلوات الرباعیة فإن غلب ظنّه علی أحد الطرفین بنی علیه، وإلّا فإن کان شکه بین الواحدة والأزید، أو بین الاثنتین والأزید قبل الدخول فی السجدة الثانیة بطلت صلاته، وإلّا عمل بوظیفة الشاک فی المواضع التالیة:

۱- من شک بین الاثنتین والثلاث بعد الدخول فی السجدة الثانیة - بوضع الجبهة علی المسجَد ولو قبل الشروع فی الذکر - بنی علی الثلاث وأتمّ صلاته، ثُمَّ أتی برکعة من قیام احتیاطاً.

۲- من شک بین الثلاث والأربع أینما کان الشک بنی علی الأربع وأتمّ صلاته، ثُمَّ أتی برکعتین من جلوس أو برکعة من قیام.

۳- من شک بین الاثنتین والأربع بعد الدخول فی السجدة الثانیة بنی علی الأربع، وأتی برکعتین من قیام بعد الصلاة.

۴- من شک بین الاثنتین والثلاث والأربع بعد الدخول فی السجدة الثانیة بنی علی الأربع وأتمّ صلاته، ثُمَّ أتی برکعتین قائماً ثُمَّ برکعتین جالساً.

۵- من شک بین الأربع والخمس بعد الدخول فی السجدة الثانیة بنی علی الأربع وسجد سجدتی السهو بعد الصلاة ولا شیء علیه. ویجری هذا الحکم فی کلّ مورد یکون الطرف الأقلّ هو الأربع کالشک بینها وبین الستّ، کما یکفی فی کلّ مورد شک فیه بین الأربع والأقلّ منها والأزید بعد الدخول فی السجدة الثانیة العملُ بموجب الشکین بالبناء علی الأربع والإتیان بصلاة الاحتیاط لاحتمال النقیصة، ثُمَّ بسجدتی السهو لاحتمال الزیادة.

۶- من شک بین الأربع والخمس حال القیام هدم قیامه وأتی بوظیفة الشاک بین الثلاث والأربع.

۷- من شک بین الثلاث والخمس حال القیام هدم قیامه وأتی بوظیفة الشاک بین الاثنتین والأربع.

۸- من شک بین الثلاث والأربع والخمس حال القیام هدم قیامه وأتی بوظیفة الشاک بین الاثنتین والثلاث والأربع.

۹- من شک بین الخمس والست حال القیام هدم قیامه وأتی بوظیفة الشاک بین الأربع والخمس بعد الدخول فی السجدة الثانیة.

والأحوط الأولی فی المواضع الأربعة الأخیرة أن یسجد سجدتی السهو بعد صلاة الاحتیاط لأجل القیام الذی هدمه.

مسألة ۳۳۶ : إذا شک فی صلاته ثُمَّ انقلب شکه إلی الظنّ - قبل أن یتمّ صلاته - لزمه العمل بالظنّ ولا یعتنی بشکه الأوّل، وإذا ظنّ ثُمَّ انقلب إلی الشک لزمه ترتیب أثر الشک، وإذا انقلب ظنّه إلی ظنّ آخر أو انقلب شکه إلی شک آخر لزمه العمل علی طبق الظنّ أو الشک الثانی.

وعلی الجملة: یجب علی المصلّی أن یراعی حالته الفعلیة ولا عبرة بحالته السابقة، مثلاً: إذا ظن أن ما بیده هی الرکعة الرابعة ثُمَّ شک فی ذلک لزمه العمل بوظیفة الشاک، وإذا شک بین الاثنتین والثلاث فبنی علی الثلاث ثُمَّ انقلب شکه إلی الظنّ بأنّها الثانیة عمل بظنّه، وإذا انقلب إلی الشک بین الاثنتین والأربع لزمه أن یعمل بوظیفة الشک الثانی، وإذا ظنّ أن ما بیده الرکعة الثانیة ثُمَّ تبدّل ظنّه بالظنّ بأنّها الثالثة بنی علی أنّها الثالثة وأتمّ صلاته.

الشکوک التی لا یعتنی بها

لا یعتنی بالشک فی ستّة مواضع:

۱- ما إذا کان الشک بعد الفراغ من العمل، کما إذا شک بعد القراءة فی صحّتها، أو شک بعدما صلّی الفجر فی أنّها کانت رکعتین أو أقلّ أو أکثر.

۲- ما إذا کان الشک بعد خروج الوقت، کما إذا شک فی الإتیان بصلاة الفجر بعدما طلعت الشمس.

۳- ما إذا کان الشک فی الإتیان بجزء بعدما دخل فیما لا ینبغی الدخول فیه شرعاً مع الإخلال بالمشکوک فیه عمداً، سواء أکان جزءاً أم غیره.

۴- ما إذا کثر الشک، فإذا شک فی الإتیان بواجب بنی علی الإتیان به، کما إذا شک بین السجدة والسجدتین فإنّه یبنی - حینئذٍ - علی أنّه أتی بسجدتین، وإذا شک فی الإتیان بمفسد بنی علی عدمه، کمن شک کثیراً فی صلاة الفجر بین الاثنتین والثلاث فإنّه یبنی علی أنّه لم یأت بالثالثة ویتمّ صلاته ولا شیء علیه.

ولا فرق فی عدم الاعتناء بالشک إذا کثر بین أن یتعلّق بالرکعات أو الأجزاء أو الشروط، وعلی الجملة لا یعتنی بشک کثیر الشک ویبنی معه علی صحّة العمل المشکوک فیه.

وتتحقّق کثرة الشک بعروض الشک أزید ممّا یتعارف عروضه للمشارکین مع صاحبه فی اغتشاش الحواسّ وعدمه زیادة معتدّاً بها عرفاً، فإذا کان الشخص فی الحالات العادیة لا تمضی علیه ثلاث صلوات إلّا ویشک فی واحدة منها فهو من أفراد کثیر الشک.

ثُمَّ إن کثرة الشک إن اختصّت بموضع بأن کانت من خواصّه وسماته فلا بُدَّ من أن یعمل فیما عداه بوظیفة الشاک کغیره من المکلّفین، مثلاً: إذا کانت کثرة شکه فی خصوص الرکعات لم یعتن بشکه فیها، فإذا شک فی الإتیان بالرکوع أو السجود أو غیر ذلک ممّا لم یکثر شکه فیه لزمه الإتیان به إذا کان الشک قبل الدخول فی الغیر. وأمّا إذا لم یکن کذلک کما إذا تحقّق مسمّی الکثرة فی فعل معین کالرکوع ثُمَّ شک فی فعل آخر أیضاً کالسجود فالظاهر عدم الاعتناء به أیضاً.

۵- ما إذا شک الإمام وحفظ علیه المأموم وبالعکس، فإذا شک الإمام بین الثلاث والأربع - مثلاً - وکان المأموم حافظاً لم یعتن الإمام بشکه ورجع إلی المأموم، وکذلک العکس. ولا فرق فی ذلک بین الشک فی الرکعات والشک فی الأفعال، فإذا شک المأموم فی الإتیان بالسجدة الثانیة - مثلاً - والإمام یعلم بذلک رجع المأموم إلیه، وکذلک العکس.

مسألة ۳۳۷ : لا فرق فی رجوع الشاک من الإمام أو المأموم إلی الحافظ منهما بین أن یکون حفظه علی نحو الیقین وأن یکون علی نحو الظنّ، فالشاک منهما یرجع إلی الظانّ کما یرجع إلی المتیقّن، وإذا اختلفا بالظنّ والیقین عمل کلّ منهما بوظیفته، مثلاً: إذا ظنّ المأموم فی الصلوات الرباعیة أن ما بیده هی الثالثة وجزم الإمام بأنّها الرابعة، وجب علی المأموم أن یضمّ إلیها رکعة متّصلة ولا یجوز له أن یرجع إلی الإمام.

مسألة ۳۳۸ : إذا اختلف الإمام والمأموم فی جهة الشک فإن لم تکن بینهما جهة مشترکة عمل کلّ منهما بوظیفته، کما إذا شک المأموم بین الاثنتین والثلاث وشک الإمام بین الأربع والخمس، وإلّا - بأن کانت بینهما جهة مشترکة - أخذ بها وألغی کلّ منهما جهة الامتیاز من طرفه، مثلاً: إذا شک الإمام بین الثلاث والأربع وکان شک المأموم بین الاثنتین والثلاث بنیا علی الثلاث، فإنّ المأموم یرجع إلی الإمام فی أن ما بیده لیست بالثانیة والإمام یرجع إلی المأموم فی أنّها لیست بالرابعة، ولا حاجة حینئذٍ إلی صلاة الاحتیاط.

۶- ما إذا کان الشک فی عدد رکعات النافلة، فإنّ هذا الشک لا یعتنی به، والمصلّی یتخیر بین البناء علی الأقلّ والبناء علی الأکثر فیما إذا لم یستلزم البطلان، ویتعین البناء علی الأقلّ فیما إذا استلزمه، کما إذا شک بین الاثنتین والثلاث. والأفضل البناء علی الأقلّ فی موارد التخییر. هذا فی غیر صلاة الوتر، وأمّا فیها فالأحوط إعادتها إذا شک فیها.

مسألة ۳۳۹ : یعتبر الظنّ فی عدد الرکعات من الفریضة، وکذلک فی النافلة علی الأحوط لزوماً، بمعنی أنّه لا یتخیر معه فی البناء علی الأقلّ والأکثر. ولا عبرة بالظنّ فیما إذا تعلّق بالأفعال فی النافلة أو الفریضة.

مسألة ۳۴۰ : إذا وجبت النافلة لعارض - کنذر وشبهه - جری علیها حکم الشک فی النافلة.

مسألة ۳۴۱ : إذا ترک فی صلاة النافلة رکناً سهواً ولم یمکن تدارکه بطلت، ولا تبطل بزیادة الرکن فیها سهواً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مبطلات الصلاة


احکام الصلاة

مبطلات الصلاة

مبطلات الصلاة أحد عشر أمراً:

۱- أن تفقد الصلاة شیئاً من أجزائها أو شروطها، علی التفصیل المتقدّم فی المسائل المتعلّقة بها.

۲- أن یحدث المصلّی أثناء صلاته ولو فی الآنات المتخلّلة، فإنّه یوجب بطلانها ولو کان وقوعه سهواً أو اضطراراً بعد السجدة الأخیرة علی الأحوط لزوماً. وقد تقدّم حکم دائم الحدث فی مسائل الطهارة، کما مرّ حکم ناسی السلام حتّی أحدث فی المسألة (۳۲۳).

۳- التکفیر علی الأحوط لزوماً - فی غیر حال التقیة - سواء قصد به الجزئیة أم لا، والتکفیر هو: أن یضع المصلّی إحدی یدیه علی الأخری خضوعاً وتأدّباً. ولا بأس بالوضع المزبور لغرض آخر کالحک ونحوه.

۴- الالتفات عن القبلة من دون عذر بحیث یوجب الإخلال بالاستقبال المعتبر فی الصلاة.

وأمّا الالتفات عن عذر کسهو أو قهر کریح ونحوه، فإمّا أن یکون فیما بین الیمین والیسار، وإمّا أن یکون أزید من ذلک ومنه ما یبلغ حدّ الاستدبار.

أما الأوّل فلا یوجب الإعادة فضلاً عن القضاء، ولکن إذا زال العذر فی الأثناء لزم التوجّه إلی القبلة فوراً.

وأمّا الثانی فیوجب البطلان فی الجملة، فإنّ الساهی إذا تذکر فی وقت یتّسع للاستئناف ولو بإدراک رکعة من الوقت وجبت علیه الإعادة وإلّا فلا، وإن تذکر بعد خروج الوقت لم یجب علیه القضاء.

وأمّا المقهور فإن تمکن من إدراک رکعة بلا التفات وجب علیه الاستئناف، وإن لم یتمکن أتمّ صلاته ولا یجب علیه قضاؤها.

هذا فی الالتفات عن القبلة بکلّ البدن، ویشترک معه فی الحکم الالتفات بالوجه إلی جهة الیمین أو الیسار التفاتاً فاحشاً بحیث یوجب لی العنق ورؤیة جهة الخلف فی الجملة، وأمّا الالتفات الیسیر الذی لا یخرج معه المصلّی عن کونه مستقبلاً للقبلة فهو لا یضرّ بصحّة الصلاة وإن کان مکروهاً.

۵- التکلّم فی الصلاة متعمّداً، ویتحقّق بالتلفّظ ولو بحرف واحد إذا کان مفهماً إمّا لمعناه مثل (قِ) أمراً من الوقایة، أو لغیره کما لو تلفّظ بـ (ب) للتلقین أو جواباً عمّن سأله عن ثانی حروف المعجم. وأمّا التلفّظ بغیر المفهم مطلقاً فلا یترک الاحتیاط بالاجتناب عنه إذا کان مرکباً من حرفین فما زاد.

ولا فرق فیما ذکر بین صورتی الاختیار والاضطرار علی الأحوط لزوماً، بمعنی أن مبطلیة التکلّم الاضطراری فیما إذا لم یکن ماحیاً لصورة الصلاة تبتنی علی الاحتیاط.

وقد استثنی من مبطلیة التکلّم ما إذا سلَّم شخص علی المصلّی فإنّه یجب علیه أن یرد سلامه بمثله بأن لا یزید علیه، وکذا لا یقدّم الظرف إذا سلَّم علیه مع تقدیم السلام علی الأحوط وجوباً، بل الأحوط الأولی أن یکون الردّ مماثلاً للسلام فی جمیع خصوصیاته حتّی فی التعریف والتنکیر والجمع والإفراد، فإذا قال: (السلام علیک) ردّه بمثله، وکذلک إذا قال: (سلام علیک) أو (سلام علیکم) أو (السلام علیکم). نعم، لو سلّم علیه بصیغة الجواب أی: (علیکم السلام) تخیر بین الردّ بالمثل وتقدیم السلام.

ثُمَّ إن هذا الاستثناء یختصّ بما إذا وجب الردّ علی المصلّی، وأمّا فیما إذا لم یجب علیه کان ردّه مبطلاً لصلاته، وهذا کما إذا لم یقصد المسلِّم بسلامه تحیة المصلّی وإنّما قصد به أمراً آخر من استهزاء أو مزاح ونحوهما، وکما إذا سلَّم المسلِّم علی جماعة منهم المصلّی فردّ علیه واحد منهم، فإنّه لو ردّ المصلّی علیه سلامه بطلت صلاته علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۳۲۷ : لا بأس بالدعاء فی الصلاة، ولکنّ الأحوط لزوماً عدم مخاطبة الغیر به کقوله: (غفر الله لک)، کما لا بأس بذکر الله سبحانه وبقراءة القرآن فیها، ولا یندرج شیء من ذلک فی الکلام المبطل.

مسألة ۳۲۸ : لا تبطل الصلاة بالتکلّم أو بالسلام فیها سهواً، وإنّما تجب بذلک علی الأحوط سجدتان للسهو بعد الصلاة.

۶- القهقهة متعمّداً، وهی تبطل الصلاة وإن کانت بغیر اختیار إذا کانت مقدّمتها اختیاریة، بل وإن کانت غیر اختیاریة علی الأحوط لزوماً إذا وسع الوقت للإعادة، وإلّا لم تبطل الصلاة، کما لا تبطل بها إذا کانت عن سهو. والقهقهة هی: الضحک المشتمل علی الصوت والمدّ والترجیع.

۷- البکاء متعمّداً لأمر من أمور الدنیا، فإنّه یبطل الصلاة علی الأحوط، سواء المشتمل منه علی الصوت وغیر المشتمل علیه، وسواء ما کان عن اختیار وما کان بدونه علی التفصیل المتقدّم فی القهقهة.

ولا تبطل الصلاة به إذا کان عن سهو، کما لا بأس به اختیاراً إذا کان لأمر أخروی کالخوف من العذاب أو الطمع فی الجنة، أو کان خضوعاً لله سبحانه ولو لأجل طلب أمر دنیوی، وکذلک البکاء لشیء من مصائب أهل البیت (سلام الله علیهم) لأجل التقرّب به إلی الله.

۸- کلّ عمل یخلّ بهیئة الصلاة عند المتشرّعة، ومنه الأکل والشرب إذا کان علی نحو تنمحی به صورة الصلاة، ولا فرق فی بطلان الصلاة بذلک بین العمد والسهو. والأحوط لزوماً الاجتناب عن الأکل والشرب فی الصلاة وإن لم یکونا ماحیین للصورة. نعم، لا بأس بابتلاع السکر المذاب فی الفم وما تخلّف من الطعام فی فضاء الفم أو خِلال الأسنان، کما لا بأس أیضاً بالأعمال الیسیرة کالإیماء بالید أو التصفیق للتنبیه علی أمر ما، وکحمل الطفل أو إرضاعه، وعدّ الرکعات بالحصی ونحوها، فإنّ کلّ ذلک لا یضرّ بالصلاة، کما لا یضرّ بها قتل الحیة أو العقرب.

مسألة ۳۲۹ : من کان مشتغلاً بالدعاء فی صلاة الوتر عازماً علی الصوم جاز له أن یتخطّی إلی الماء الذی أمامه بخطوتین أو ثلاث لیشربه إذا خشی مفاجأة الفجر وهو عطشان، بل یجوز ذلک فی غیر حال الدعاء، بل فی کلّ نافلة.

۹- التأمین، وهو: قول (آمین) بعد قراءة سورة الفاتحة، وهو مبطل للصلاة إذا أتی به المأموم عامداً فی غیر حال التقیة، وأمّا إذا أتی به سهواً أو فی حال التقیة فلا بأس به. وأمّا غیر المأموم فبطلان صلاته به مبنی علی الاحتیاط اللزومی. نعم، لا إشکال فی حرمته تشریعاً إذا أتی به بعنوان الوظیفة المقرّرة فی المحلّ شرعاً.

۱۰- الشک فی عدد الرکعات، علی تفصیل سیأتی.

۱۱- الزیادة العمدیة، فإنّها تبطل الصلاة سواء قصد بها الجزئیة أم لا، وسواء أکان قولاً أم فعلاً من أجزاء الصلاة أم مسانخاً لها غیر ذکر الله تعالی وذکر رسوله (صلّی الله علیه وآله) والقرآن والدعاء.

وتبطل الصلاة أیضاً بزیادة جزء فیها سهواً إذا کان رکعة، بل ولو کان رکوعاً أو سجدتین من رکعة واحدة علی الأحوط لزوماً، وإلّا فلا تبطل.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الترتیب و الموالات و القنوت


احکام الصلاة

الترتیب و الموالات و القنوت

الترتیب والموالاة

یجب الإتیان بواجبات الصلاة مرتّبة علی النحو الذی ذکرناه، فإذا خالف الترتیب عمداً بطلت صلاته، وقد تقدّم حکم المخالفة سهواً فی المسائل المتقدّمة.

وتجب الموالاة بین أجزاء الصلاة بأن یؤتی بها متوالیة علی نحو ینطبق علی مجموعها عنوان الصلاة. ولا یضرّ بالموالاة تطویل الرکوع أو السجود أو القنوت، أو الإکثار من الأذکار، أو قراءة السور الطوال ونحو ذلک.

القنوت

یستحبّ القنوت مرّة واحدة فی جمیع الصلوات الیومیة، فریضة کانت أو نافلة، بل فی جمیع النوافل غیر الشفع فإنّ الأحوط لزوماً الإتیان به فیها رجاءً، ویستحبّ القنوت فی صلاة الجمعة مرّتین: مرّة فی الرکعة الأولی قبل الرکوع، ومرّة فی الرکعة الثانیة بعده، ویتعدّد القنوت فی صلوات العیدین والآیات. ومحلّه فی بقیة الصلوات قبل الرکوع من الرکعة الثانیة، وفی صلاة الوتر قبلما یرکع. ویتأکد استحباب القنوت فی الصلوات الجهریة، ولا سیما صلاة الفجر وصلاة الجمعة وصلاة المغرب.

مسألة ۳۲۵ : لا یعتبر فی القنوت ذکر مخصوص، ویکفی فیه کلّ دعاء أو ذکر. وفی تحقّق وظیفة القنوت بالدعاء الملحون أو بغیر العربیة إشکال، وإن کان لا یقدح ذلک فی صحّة الصلاة.

والأولی أن یجمع فیه بین الثناء علی الله والصلاة علی النبی وآله والدعاء لنفسه وللمؤمنین. نعم، قد وردت أذکار خاصّة فی بعض النوافل فلتطلب من مظانّها.

مسألة ۳۲۶ : من نسی القنوت حتّی رکع یستحبّ له أن یأتی به بعد الرکوع، وإن ذکره بعدما سجد یستحبّ أن یأتی به بعد الصلاة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

التشهد و السلام


احکام الصلاة

التشهد و السلام

التشهد

وهو واجب فی الرکعة الثانیة فی جمیع الصلوات، وفی الرکعة الثالثة من صلاة المغرب، وفی الرابعة من الظهرین والعشاء، ولکلّ من صلاةِ الاحتیاط - وإن کانت رکعة واحدة - وصلاةِ الوتر - إذا أتی بها منفصلة کما هو الأفضل - تشهدٌ واحد.

والأحوط لزوماً فی کیفیته أن یقول: «أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیک لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اللّٰهُمَّ صَلِّ عَلَیٰ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ».

ویجب تعلّم التشهّد مع الإمکان ولو بأن یتبع غیره فیلقّنه، وإذا لم یتمکن لضیق الوقت ونحوه من التعلّم أتی بما یقدر علیه مع صدق الشهادة علیه وبترجمة الباقی علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۳۲۰ : یجب فی التشهّد أمور:

  • ۱- أداؤه صحیحاً.
  • ۲- الجلوس حاله مع القدرة علیه، ولا تعتبر فی الجلوس کیفیة خاصّة.
  • ۳- الطمأنینة عند اشتغاله بالذکر.
  • ۴- الموالاة بین أجزائه، بأن یأتی بها متعاقبة علی نحو یصدق علیه عنوان التشهّد، ولا یضرّ الفصل بینها بالأذکار المأثورة.

مسألة ۳۲۱ : إذا نسی التشهّد الأوّل وذکره قبل أن یدخل فی الرکوع الذی بعده لزمه الرجوع لتدارکه، ولو تذکره بعد الدخول فی الرکوع مضی فی صلاته ویأتی بسجدتی السهو بعدها، والأحوط استحباباً أن یقضی التشهّد أیضاً.

وإذا نسی الجلوس فی التشهّد الأوّل تدارکه مع الإمکان بأن کان تذکره قبل الدخول فی الرکوع، وإلّا مضی فی صلاته، والأحوط استحباباً أن یأتی بعدها بسجدتی السهو.

وإذا نسی الطمأنینة فیه فالأحوط الأولی تدارکها مع التمکن، ومع عدمه فلا شیء علیه.

وإذا نسی التشهّد الأخیر حتّی سلّم فإن ذکره قبل الإتیان بما ینافی الصلاة رجع وتدارکه ثُمَّ أتی بسجدتی السهو للسلام الزائد علی الأحوط وجوباً، وإن ذکره بعد الإتیان بالمنافی فعلیه سجدتا السهو فقط.

مسألة ۳۲۲ : إذا تشهّد فشک فی صحّته لم یعتن بشکه، وکذا إذا شک فی الإتیان بالشهادتین حال الصلاة علی محمّد وآل محمّد، أو شک فی مجموع التشهّد والصلاة علی محمّد وآله، أو فی خصوص الصلاة علیهم بعدما قام أو فی حال النهوض أو حین السلام، فإنّه لا یعتنی بشکه فی مثل ذلک.

السلام

وهو واجب فی کلّ صلاة، وآخر أجزائها. ویعتبر أداؤه صحیحاً حال الجلوس مع الطمأنینة کما فی التشهّد. وله صیغتان هما: «السَّلَامُ عَلَینَا وَعَلَیٰ عِبَادِ الله الصَّالِحینَ» و«السَّلَامُ عَلَیکمْ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُهُ»، ویکفی فی الصیغة الثانیة: «السَّلَامُ عَلَیکمْ» بحذف الباقی، والأحوط وجوباً عدم ترک هذه الصیغة وإن أتی بالأولی. ویستحبّ الجمع بینهما، وأن یقول قبلهما: «السَّلَامُ عَلَیک أَیهَا النَّبِی وَرَحْمَةُ الله وَبَرَکاتُهُ».

مسألة ۳۲۳ : من نسی السلام تدارکه إذا ذکره قبل أن یأتی بشیء من منافیات الصلاة، وإن ذکره بعد ذلک کأن یذکره بعدما صدر منه الحَدَث أو بعد فصل طویل مخلٍّ بهیئة الصلاة صحّت صلاته ولا شیء علیه، وإن کان الأحوط استحباباً إعادتها.

مسألة ۳۲۴ : إذا شک فی صحّة السلام بعد الإتیان به لم یعتن بالشک، وکذلک إذا شک فی أصله بعدما دخل فی صلاة أخری أو أتی بشیء من المنافیات أو اشتغل بالتعقیب، وإلّا لزمه التدارک.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

السجود


احکام الصلاة

السجود

ویجب فی کلِّ رکعة سجدتان، وهما معاً من الأرکان، فتبطل الصلاة بنقیصتهما عمداً أو سهواً، کما تبطل الفریضة بزیادتهما عمداً، بل وسهواً أیضاً علی الأحوط وجوباً. وسیأتی حکم زیادة السجدة الواحدة ونقصانها.

ویجب فی السجود أمور:

الأوّل: وضع المساجد السبعة علی الأرض، وهی: الجبهة، والکفّان، والرکبتان، والإبهامان من الرجلین.

وتتقّوم السجدة بوضع الجبهة - أو ما یقوم مقامها من الوجه کما سیأتی - علی المسجَد مع الانحناء الخاصّ، وأمّا وضع غیرها من الأعضاء المذکورة علی مساجدها فهو وإن کان واجباً حال السجود إلّا أنّه لیس برکن، فلا یضرّ بالصلاة ترکه من غیر عمد وإن کان الترک فی کلتا السجدتین.

مسألة ۳۰۳ : لا یعتبر فی مسجَد الجبهة اتّصال أجزائها، فیجوز السجود علی السبحة إذا کانت مصنوعة ممّا یصحّ السجود علیه.

مسألة ۳۰۴ : الواجب وضعه علی المسجَد من الجبهة مسمّاها ولو بقدر طرف الأنملة، والأحوط وجوباً وضع المسمّی من وسط الجبهة - أی السطح المحاط بخطّین موهومین متوازیین بین الحاجبین إلی الناصیة -، والواجب وضعه من الکفّین استیعاب باطنهما عرفاً مع الإمکان علی الأحوط وجوباً، ومن الرکبتین بمقدار المسمّی، ومن الإبهامین وضع المسمّی ولو من ظاهرهما أو باطنهما، وإن کان الأحوط استحباباً وضع طرفیهما.

ولا یعتبر فی وضع هذه المواضع أن یجعل ثقله علیها أزید من المقدار الذی یصدق معه السجود علیها عرفاً. ویعتبر أن یکون السجود علی النحو المتعارف، فلو وضعها علی الأرض وهو نائم علی وجهه لم یجزه ذلک. نعم، لا بأس بإلصاق الصدر والبطن بالأرض حال السجود، والأحوط استحباباً ترکه.

مسألة ۳۰۵ : یشترط فی الکفّین وضع باطنهما مع الاختیار، ومع الضرورة یجزئ الظاهر. والأحوط وجوباً لمن قطعت یده من الزند أو لم یتمکن من وضع کفه لسبب آخر أن یضع ما هو الأقرب إلی الکفّ فالأقرب من الذراع والعضد، ولمن قطع إبهام رجله أن یضع سائر أصابعها.

الثانی: أن لا یکون مسجَد الجبهة أعلی من موضع الرکبتین والإبهامین ولا أسفل منه بما یزید علی أربعة أصابع مضمومة، ولا یترک الاحتیاط بمراعاة ذلک بین المسجَد والموقف أیضاً، فلو وضع جبهته علی مکان مرتفع لعذر من سهو أو غیره فإن لم یصدق علیه السجود عرفاً لزمه أن یرفع رأسه ویسجد، وإن صدق علیه ذلک فإن التفت بعد الذکر الواجب لم یجب علیه الجرّ إلی الموضع المساوی، وإن التفت قبله وجب علیه الجرّ والإتیان بالذکر بعده، وإن لم یمکن الجرّ إلیه أتی به فی هذا الحال ومضی فی صلاته.

الثالث: یعتبر فی مسجَد الجبهة أن یکون من الأرض أو نباتها غیر ما یؤکل أو یلبس، فلا یصحّ السجود علی الحنطة والشعیر والقطن ونحو ذلک.

نعم، لا بأس بالسجود علی ما یأکله الحیوان من النبات، وعلی النبات الذی لا یؤکل بنفسه بل یشرب الماء الذی ینقع أو یطبخ فیه، کأصل السوس وعنب الثعلب وورد لسان الثور وورق الشای، کما یصحّ السجود علی ورق الکرم بعد أوان أکله، وعلی قشر الجوز أو اللوز بعد انفصاله عن اللبّ، وعلی نواة التمر وسائر النوی حال انفصالها عن الثمرة.

ویصحّ السجود اختیاراً علی القرطاس المتّخذ من الخشب ونحوه ممّا یصحّ السجود علیه، بل یصحّ السجود علی القرطاس المتّخذ من القطن أو الکتّان أیضاً، دون المتّخذ من غیرهما ممّا لا یصحّ السجود علیه کالحریر.

والسجود علی الأرض أفضل من السجود علی غیرها، والسجود علی التراب أفضل من السجود علی غیره، وأفضل من الجمیع التربة الحسینیة (علی مُشَرّفها آلاف التحیة والسلام).

ولا یصحّ السجود علی الذهب والفضّة وسائر الفلزّات، وعلی الزجاج والبلّور، وعلی ما ینبت علی وجه الماء، وعلی الرماد، وغیر ذلک ممّا لا یصدق علیه الأرض أو نباتها، والأحوط لزوماً عدم السجود علی القیر والزفت، ولکن یقدّمان علی غیرهما عند الاضطرار.

ویصحّ السجود علی الفحم والخزف والآجر، وعلی الجصّ والنورة ولو بعد طبخهما، وعلی المرمر والعقیق والفیروزج والیاقوت والماس ونحوها من الأحجار الکریمة.

مسألة ۳۰۶ : لا یصحّ السجود علی ما یؤکل فی بعض البلدان إذا عُدّ مأکولاً فی غیره وإن لم یتعارف أکله.

مسألة ۳۰۷ : إذا لم یتمکن من السجود علی ما یصحّ السجود علیه لفقدانه أو من جهة الحرّ أو البرد أو غیر ذلک سجد علی القیر أو الزفت، فإن لم یتیسّر له سقط هذا الشرط لعدم ثبوت بدل خاصّ له، وإن کان الأحوط استحباباً تقدیم ثوبه علی غیره.

مسألة ۳۰۸ : إذا سجد سهواً علی ما لا یصحّ السجود علیه والتفت فی الأثناء فإن کان ذلک بعد الإتیان بالذکر الواجب مضی ولا شیء علیه، وإن کان قبله فإن تمکن من جرّ جبهته إلی ما یصحّ السجود علیه فعل ذلک، ومع عدم الإمکان یتمّ سجدته وتصحّ صلاته.

مسألة ۳۰۹ : لا بأس بالسجود علی ما لا یصحّ السجود علیه اختیاراً حال التقیة، ولا یجب التخلّص منها بالذهاب إلی مکان آخر، ولا تأخیر الصلاة إلی زوال سببها.

الرابع: یعتبر الاستقرار فی المسجَد، فلا یجزئ وضع الجبهة علی الوَحَل والطین أو التراب الذی لا تتمکن الجبهة علیه، ولا بأس بالسجود علی الطین إذا تمکنت الجبهة علیه، ولکن إذا لصق بها شیء من الطین أزاله للسجدة الثانیة إذا کان مانعاً عن مباشرة الجبهة للمسجَد.

الخامس: یعتبر فی مسجَد الجبهة الطهارة، وکذا الإباحة علی الأحوط لزوماً، وتجزئ طهارة الطرف الذی یسجد علیه، ولا تضر نجاسة الباطن أو الطرف الآخر، واللازم طهارة المقدار الذی یعتبر وقوع الجبهة علیه فی السجود، فلا بأس بنجاسة الزائد علیه، وقد تقدّم الکلام فی اعتبار الإباحة فی مکان المصلّی فی المسألة (۲۱۱).

السادس: یجب الذکر فی السجود، والحال فیه کما ذکرناه فی ذکر الرکوع، إلّا أن التسبیحة الکبری هنا «سُبْحَانَ رَبِّی الأَعْلَیٰ وَبِحَمْدِهِ».

السابع: یجب الجلوس بین السجدتین. وأمّا جلسة الاستراحة بعد السجدة الثانیة فوجوبها مبنی علی الاحتیاط.

الثامن: یعتبر المکث فی حال السجود بمقدار أداء الذکر الواجب، کما یعتبر فیه استقرار بدن المصلّی، فلا یجوز الإخلال به مع القدرة علیه قبل رفع الرأس منه ولو فی حال عدم الاشتغال بالذکر الواجب علی الأحوط لزوماً. نعم، لا بأس بتحریک بعض الأطراف کأصابع الید ما لم یضرّ بصدق الاستقرار عرفاً، والأحوط الأولی إعادة الذکر لو تحرّک حاله من غیر عمد.

مسألة ۳۱۰ : من لم یتمکن من الانحناء التامّ للسجود فإن أمکنه الانحناء بحدٍّ یصدق معه السجود عرفاً وجب علیه أن یرفع ما یسجد علیه إلی حدٍّ یتمکن من وضع الجبهة علیه، فإن لم یتمکن من الانحناء بذلک المقدار أومأ برأسه للسجود وجعل إیماءه له أکثر من إیمائه للرکوع، ولا یلزمه رفع ما یصحّ السجود علیه إلی الجبهة وإن کان أولی، ومع العجز عنه أومأ بعینیه غمضاً له وفتحاً للرفع منه.

مسألة ۳۱۱ : إذا ارتفعت الجبهة من المسجَد قهراً فإن کان فی السجدة الأولی أتی بالسجدة الثانیة، وإن کان فی السجدة الثانیة مضی فی صلاته ولا شیء علیه.

وإذا ارتفعت الجبهة قهراً ثُمَّ عادت کذلک لم یحسب سجدتین. نعم، إذا کان الارتفاع قبل الإتیان بالذکر فالأحوط استحباباً أن یأتی به بعد العود لا بقصد الجزئیة.

مسألة ۳۱۱۲ : إذا کان بجبهته دُمَّل أو نحوه ممّا لا یتمکن من وضعه علی الأرض ولو من غیر اعتماد لتعذّر أو تعسّر أو تضرّر، فإن لم یستغرق الجبهة سجد علی الموضع السلیم ولو بأن یحفر حفیرة لیقع السلیم علی الأرض، والأحوط وجوباً تقدیم وسط الجبهة - وقد مرّ بیانه فی المسألة (۳۰۴) -، وإن استغرقها وضع شیئاً من وجهه علی الأرض. والأحوط لزوماً تقدیم الذقن علی الجبینین - أی طرفی الجبهة بالمعنی الأعمّ - وتقدیمهما علی غیرهما من أجزاء الوجه، فإن لم یتمکن من وضع شیء من الوجه - ولو بعلاج - أومأ برأسه أو بعینه علی التفصیل المتقدّم.

مسألة ۳۱۳ : من نسی السجدتین حتّی دخل فی الرکوع بعدهما بطلت صلاته علی الأحوط لزوماً، وإن تذکرهما قبل ذلک رجع وتدارکهما.

ومن نسی سجدة واحدة فإن تذکرها قبل الرکوع رجع وتدارکها، وإن ذکرها بعدما دخل فی الرکوع مضی فی صلاته وقضاها بعد الصلاة.

مسألة ۳۱۴ : من نسی السجدتین من الرکعة الأخیرة حتّی سلّم فإن ذکرهما قبل أن یأتی بما ینافی الصلاة عمداً وسهواً - کالحَدَث - رجع وتدارکهما وأتمّ صلاته وسجد سجدتین لزیادة السلام سهواً علی الأحوط وجوباً، وأمّا إذا ذکرهما بعد الإتیان بشیء من المنافیات بطلت صلاته.

مسألة ۳۱۵ : من نسی سجدة من الرکعة الأخیرة وذکرها بعد السلام قبل الإتیان بما ینافی الصلاة عمداً وسهواً رجع وتدارکها وأتمّ صلاته، وسجد سجدتی السهو لزیادة السلام سهواً علی الأحوط وجوباً، وإذا ذکرها بعد الإتیان بالمنافی قضاها، والأحوط استحباباً أن یأتی بسجدتی السهو.

مسألة ۳۱۶ : من نسی وضع عضو من الأعضاء السبعة - غیر الجبهة - علی الأرض وذکره بعد رفع الجبهة صحّت صلاته ولا شیء علیه.

مسألة ۳۱۷ : إذا ذکر بعد رفع الرأس من السجود أن مسجَده لم یکن ممّا یصحّ السجود علیه، أو أنّه کان أعلی أو أسفل من موضع رکبتیه - مثلاً - بما یزید علی أربع أصابع مضمومة مضی فی صلاته ولا شیء علیه.

مسألة ۳۱۸ : إذا نسی الذکر أو الطمأنینة حال السجود وذکره بعد رفع الرأس من السجود صحّت صلاته.

مسألة ۳۱۹ : إذا نسی الجلسة بین السجدتین حتّی سجد الثانیة صحّت صلاته.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الرکوع


احکام الصلاة

الرکوع

وهو من الأرکان أیضاً، وتبطل الصلاة بنقیصته عمداً أو سهواً، وکذلک تبطل الفریضة بزیادته عمداً، بل وسهواً علی الأحوط لزوماً، إلّا فی صلاة الجماعة علی تفصیل یأتی إن شاء الله تعالی.

واجبات الرکوع

ویجب الرکوع فی کلّ رکعة مرّة واحدة، إلّا فی صلاة الآیات، ففی کلّ رکعة منها خمسة رکوعات، وسیأتی بیان ذلک إن شاء الله تعالی.

ویجب فی الرکوع أمور:

الأوّل: أن یکون الانحناء بمقدار تصل أطراف الأصابع إلی الرکبة، فلا یکفی الانحناء دون ذلک فی الرجل، وکذا فی المرأة علی الأحوط لزوماً، والأفضل بل الأحوط استحباباً للرجل أن ینحنی بمقدار تصل راحته إلی رکبته. ومن کانت یده طویلة أو قصیرة یرجع فی مقدار الانحناء إلی مستوی الخلقة.

الثانی: القیام قبل الرکوع، وتبطل الصلاة بترکه عمداً، وفی ترکه سهواً صورتان:

۱- أن یتذکر القیام المنسی بعد دخوله فی السجدة الثانیة أو بعد الفراغ منها، ففی هذه الصورة تبطل الصلاة أیضاً علی الأحوط لزوماً.

۲- أن یتذکره قبل دخوله فی السجدة الثانیة، فیجب علیه حینئذٍ القیام ثُمَّ الرکوع وتصحّ صلاته، والأحوط استحباباً أن یسجد سجدتی السهو إذا کان تذکره بعد دخوله فی السجدة الأولی.

مسألة ۲۹۵ : إذا لم یتمکن من الرکوع عن قیام وکانت وظیفته الصلاة قائماً یومئ إلیه برأسه إن أمکن، وإلّا فیومئ بعینیه تغمیضاً له وفتحاً للرفع منه.

مسألة ۲۹۶ : إذا شک فی القیام قبل الرکوع فإن کان شکه فی حال کونه منحنیاً بمقدار الرکوع لم یعتن به ومضی فی صلاته، وإن کان قبل ذلک لزمه الانتصاب ثُمَّ الرکوع.

الثالث: الذکر، من تسبیح أو تحمید أو تکبیر أو تهلیل، والأحوط الأولی اختیار التسبیح، ویجزئ فیه «سُبْحَانَ رَبِّی العَظِیمِ وَبِحَمْدِهِ» مرّة واحدة، أو «سُبْحَانَ الله» ثلاث مرّات. ولو اختار غیر التسبیح فالأحوط وجوباً أن یکون بقدر الثلاث الصغریات من التسبیح.

مسألة ۲۹۷ : یعتبر المکث فی حال الرکوع بمقدار أداء الذکر الواجب، کما یعتبر فیه استقرار بدن المصلّی، فلا یجوز الإخلال به مع القدرة علیه قبل رفع الرأس منه ولو فی حال عدم الاشتغال بالذکر الواجب علی الأحوط لزوماً.

وإذا نسی الذکر أو الاستقرار حتّی رفع رأسه من الرکوع صحّت صلاته ولا شیء علیه، وإذا تذکر عدم الاستقرار وهو فی حال الرکوع أعاد الذکر علی الأحوط الأولی.

الرابع: القیام بعد الرکوع، ویعتبر فیه الانتصاب، وکذا الطمأنینة علی الأحوط لزوماً. وإذا نسیه حتّی خرج عن حدّ الرکوع لم یلزمه الرجوع، وإن کان ذلک أحوط استحباباً ما لم یدخل فی السجود.

مسألة ۲۹۸ : إذا شک فی الرکوع أو فی القیام بعده وقد دخل فی السجود لم یعتن بشکه، وکذلک إذا شک فی الرکوع وقد هوی إلی السجود، أو شک فی القیام وقد هوی إلیه کان الأحوط استحباباً فیه الرجوع وتدارک القیام المشکوک فیه.

مسألة ۲۹۹ : إذا نسی الرکوع حتّی دخل فی السجدة الثانیة بطلت صلاته علی الأحوط، وإن تذکره قبل ذلک رجع وتدارکه. والأحوط الأولی أن یسجد سجدتی السهو لزیادة السجدة الواحدة.

مسألة ۳۰۰ : من کان علی هیئة الراکع فی أصل الخلقة أو لعارض فإن تمکن من القیام منتصباً ولو بأن یتّکئ علی شیء لزمه ذلک قبل الرکوع، وإلّا فإن تمکن من الانتصاب بمقدار یصدق عرفاً علی الانحناء بعده عنوان الرکوع ولو فی حقّه تعین ذلک، وإلّا أومأ للرکوع برأسه، وإن لم یمکن فبعینیه.

وما ذکر من وجوب القیام التامّ - ولو بالاستعانة - والقیام الناقص مع عدم التمکن یجری فی حال التکبیرة والقراءة والقیام بعد الرکوع أیضاً، ومع عدم التمکن من الجمیع یقدّم القیام قبل الرکوع علی غیره، ومع دوران الأمر بین القیام حال التکبیرة والقیام حال القراءة أو بعد الرکوع یقدّم الأوّل.

مسألة ۳۰۱ : یعتبر فی الانحناء أن یکون بقصد الرکوع، فلو انحنی بمقداره لا بقصد الرکوع بل لغایة أخری - کرفع شیء من الأرض - لا یکفی فی جعله رکوعاً.

مسألة ۳۰۲ : إذا انحنی للرکوع فهوی إلی السجود نسیاناً ففیه صور أربع:

۱- أن یکون نسیانه قبل أن یصل إلی حدّ الرکوع، ویلزمه حینئذٍ الانتصاب قائماً والانحناء للرکوع.

۲- أن یکون نسیانه بعد الدخول فی الرکوع ولکنّه لم یخرج عن حدّ الرکوع حین هویه إلی السجود، ویلزمه حینئذٍ أن یبقی علی حاله ولا یهوی أکثر من ذلک ویأتی بالذکر الواجب.

۳- أن یکون نسیانه بعد توقّفه شیئاً ما فی حدّ الرکوع بقصده، بأن نسی حاله فهوی إلی السجود حتّی خرج عن حدّ الرکوع، ففی هذه الصورة صحّ رکوعه، ویجری علیه حکم ناسی ذکر الرکوع والقیام بعده.

۴- أن یکون نسیانه قبل توقّفه فی حدّ الرکوع حتّی هوی إلی السجود وخرج عن حدّ الرکوع، فیلزمه أن یرجع إلی القیام ثُمَّ ینحنی إلی الرکوع ثانیاً، والأحوط استحباباً فی هذه الصورة إعادة الصلاة أیضاً.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

القرائة


احکام الصلاة

القراءة

وهی واجبة فی الصلاة، ولکنّها لیست برکن، وهی عبارة عن قراءة سورة الفاتحة وسورة کاملة بعدها علی الأحوط لزوماً، إلّا فی المرض والاستعجال، وکذا فی ضیق الوقت والخوف ونحوهما من موارد الضرورة وإن کانت عرفیة، فإنّه یجوز الاقتصار فیها علی قراءة الحمد وترک السورة، بل یجب ذلک فی صورة ضیق الوقت وبعض موارد الخوف.

ومحلّ القراءة الرکعة الأولی والثانیة من الفرائض الیومیة، وإذا قدّم السورة علی الحمد فإن کان متعمّداً بطلت صلاته، وإن کان ناسیاً وذکر قبل الرکوع أعادها بعد الحمد، وإن کان قد ذکر بعد الرکوع صحّت صلاته.

مسألة ۲۷۰ : یجب أن یأتی بالقراءة صحیحة، فیجب التعلّم مع الإمکان، ومن لا یقدر علی قراءة الحمد إلّا علی الوجه الملحون ولا یستطیع أن یتعلّم أجزأه ذلک إذا کان یحسن منه مقداراً معتدّاً به، وإلّا فالأحوط لزوماً أن یضمّ إلی قراءته ملحوناً قراءة شیء یحسنه من سائر القرآن، وإلّا فالتسبیح.

وأمّا القادر علی التعلّم إذا ضاق وقته عن تعلّم جمیعه فإن تعلّم بعضه بمقدار معتدّ به بحیث یصدق علیه قراءة القرآن عرفاً أجزأه ذلک، وإن لم یتعلّم المقدار المذکور قرأ من سائر القرآن بذلک المقدار، وإن لم یعرف أجزأه أن یسبّح، وفی کلتا الصورتین إذا أتی بما سبق صحّت صلاته ولا یجب علیه الائتمام.

نعم، من تهاون فی تعلّم القراءة مع القدرة علیه فهو وإن صحّت منه الصلاة علی الوجه المتقدّم إلّا أنّه یجب علیه عقلاً الائتمام تخلّصاً من العقاب. هذا کلّه فی الحمد، وأمّا السورة فتسقط عن الجاهل بها مع العجز عن تعلّمها.

ثُمَّ إنّ الأنسب أن تکون القراءة علی طبق المتعارف من القراءات السبع، وتکفی القراءة علی النهج العربی وإن کانت مخالفة لها فی حرکة بنیة أو إعراب. نعم، لا یجوز التعدّی عن القراءات التی کانت متداولة فی عصر الأئمة (علیهم السلام) فیما یتعلّق بالحروف والکلمات. والأحوط الأولی ترک الوقف بالحرکة والوصل بالسکون فی القراءة وکذا فی سائر الأذکار.

مسألة ۲۷۱ : إذا نسی القراءة فی الصلاة حتّی رکع مضی فی صلاته ولا شیء علیه، والأحوط الأولی أن یسجد سجدتین للسهو بعد الصلاة.

مسألة ۲۷۲ : تجب قراءة البسملة فی سورة الفاتحة لأنّها جزء منها، والأحوط لزوماً الإتیان بها فی سائر السور - غیر سورة التوبة - مع عدم ترتیب آثار الجزئیة علیها کالاقتصار علی قراءتها بعد الحمد فی صلاة الآیات مثلاً.

مسألة ۲۷۳ : لا یجوز تفویت الوقت بقراءة السور الطوال، فإن قرأها ولو سهواً بطلت صلاته إذا استلزم عدم إدراک رکعة من الوقت، بل وإن أدرک رکعة منه إذا أتی بالمقدار المفوّت عمداً، بل وإن شرع فیه عمداً علی الأحوط لزوماً. وأمّا إن أتی به سهواً وأدرک رکعة من الوقت فصلاته صحیحة.

ومن قرأ فی الصلاة الفریضة إحدی سور العزائم حتّی آیة السجدة وجب علیه السجود للتلاوة، فإن سجد أعاد صلاته علی الأحوط لزوماً إلّا إذا أتی به ساهیاً، وإن عصی ولم یسجد فله إتمام صلاته ولا تجب علیه الإعادة. وهکذا الحکم فیما إذا قرأها نسیاناً وتذکر بعد قراءة آیة السجدة فإنّه إن سجد نسیاناً أیضاً أتمّ صلاته وصحّت، وإن التفت قبل السجود جری علیه ما تقدّم فی القراءة العمدیة.

ومن قرأ إحدی العزائم فی الصلاة النافلة وجب علیه السجود أثناءها عند قراءة آیة السجدة، فیسجد ثُمَّ یعود إلی صلاته فیتمّها، ولا یجوز له تأخیر السجدة حتّی الفراغ منها.

مسألة ۲۷۴ : یجب السجود فوراً علی من قرأ آیة السجدة أو أصغی إلی قراءتها، وأمّا من سمعها بغیر اختیار فلا یجب علیه السجود.

ولو استمع إلی آیة السجدة وهو فی صلاة الفریضة فالأحوط لزوماً أن یومئ إلی السجدة وهو فی الصلاة ثُمَّ یأتی بها بعد الفراغ منها.

مسألة ۲۷۵ : یجوز قراءة أکثر من سورة فی الرکعة الواحدة من الصلاة، ولکن یکره ذلک فی الفریضة.

مسألة ۲۷۶ : لا یکره القِران بین سورتی «الفیل» و«الإیلاف»، وکذا بین سورتی «الضحی» و«ألم نشرح»، بل الأحوط وجوباً عدم الاجتزاء بواحدة منهما فی الصلاة، فیجمع بینهما مرتّبة مع البسملة الواقعة بینهما.

مسألة ۲۷۷ : لا یجب تعیین البسملة حین قراءتها وأنّها لأی سورة، ولکن لو عینها لسورة ثُمَّ أراد قراءة غیرها فالأحوط لزوماً إعادتها.

مسألة ۲۷۸ : یجوز العدول اختیاراً من سورة إلی سورة أخری ما لم یبلغ نصفها، وإلّا لم یجز العدول - حتّی فی النوافل - علی الأحوط لزوماً.

هذا فی غیر سورتی «التوحید» و«الکافرون»، وأمّا فیهما فلا یجوز العدول عنهما إلی سورة أخری وإن لم یبلغ النصف، حتّی فی النوافل علی الأحوط لزوماً.

ویستثنی من هذا الحکم مورد واحد وهو ما إذا قصد المصلّی فی یوم الجمعة قراءة سورة «الجمعة» فی الرکعة الأولی وقراءة سورة «المنافقون» فی الرکعة الثانیة إلّا أنّه ذهل عمّا نواه فقرأ سورة أخری وبلغ النصف أو قرأ سورة «التوحید» أو «الکافرون» بدل إحداهما، فإنّه یجوز له أن یعدل حینئذٍ إلی ما نواه.

والأحوط لزوماً عدم العدول عن سورتی «التوحید» و«الکافرون» یوم الجمعة فیما إذا شرع فیهما عمداً، کما أن الأحوط لزوماً عدم العدول عن سورتی «الجمعة» و«المنافقون» یوم الجمعة إلی غیرهما حتّی إلی سورتی «التوحید» و«الکافرون». نعم، لا بأس بالعدول إلی إحداهما مع الضرورة، والحکم نفسه فی النوافل أیضاً.

مسألة ۲۷۹ : إذا لم یتمکن المصلّی من إتمام السورة لضیق الوقت عن إتمامها فالأحوط لزوماً أن یعدل إلی سورة أخری وإن کان قد بلغ النصف منها، وأمّا إذا کان عدم تمکنه من الإتمام لنسیان بعض السورة فیجوز له الاکتفاء بما قرأ کما یجوز له العدول إلی سورة أخری وإن بلغ النصف، أو کان ما شرع فیه سورة «التوحید» أو «الکافرون».

مسألة ۲۸۰ : یجب المدّ عند علماء التجوید فی موردین:

۱- أن یقع بعد الواو المضموم ما قبلها، أو الیاء المکسور ما قبلها، أو الألف المفتوح ما قبلها سکونٌ لازم فی کلمة واحدة مثل: {أتحآجّونی} وفواتح السور کـ {ص}.

۲- أن تقع بعد أحد تلک الحروف همزة فی کلمة واحدة مثل: (جَاءَ) و(جِیءَ) و(سُوء).

ولا تتوقّف صحّة القراءة علی المدّ فی شیء من الموردین، وإن کان الأحوط استحباباً رعایته ولا سیما فی الأوّل. نعم، إذا توقّف علیه أداء الکلمة کما فی {الضَّآلِّینَ}، حیث یتوقّف التحفّظ علی التشدید والألف علی مقدار من المدّ وجب بهذا المقدار لا أزید.

مسألة ۲۸۱ : إذا اجتمع حرفان متجانسان أصلیان فی کلمة واحدة وجب الإدغام کـ (مدّ) و(ردّ)، إلّا فیما ثبت فیه جواز القراءة بوجهین کقوله تعالی: {مَن یرتَدِد مِنکم عَن دِینِهِ}.

والأحوط الأولی الإدغام فیما إذا وقعت النون الساکنة أو التنوین قبل حروف یرملون (ی ر م ل و ن).

مسألة ۲۸۲ : لا یجب شیء من المحسّنات التی ذکرها علماء التجوید، بل إن بعضاً منها لا یخلو عن إشکال، وهذا کالإدغام فی کلمتی (سلککم) و(خلقکم) بإدغام الکاف أو القاف فی الکاف.

مسألة ۲۸۳ : الأحوط وجوباً للرجل فیما إذا صلّی منفرداً أو کان إماماً أن یجهر بالقراءة فی فریضة الفجر وفی الرکعتین الأولیین من المغرب والعشاء، وأن یخافت بها فی الظهرین، ویستحبّ له الجهر بالبسملة فیهما. ویأتی حکم قراءة المأموم فی أحکام صلاة الجماعة.

والأحوط وجوباً للمرأة أن تخفت فی الظهرین، وتتخیر فی غیرهما مع عدم سماع الأجنبی صوتها، وأمّا معه فالأحوط وجوباً خفوتهنّ فیما إذا کان الإسماع محرّماً کما إذا کان موجباً للریبة.

والعبرة فی الجهر والخفوت بالصدق العرفی.

مسألة ۲۸۴ : الأحوط وجوباً الجهر بالقراءة فی صلاة الجمعة، ویستحبّ ذلک فی الأولیین من صلاة الظهر یوم الجمعة.

مسألة ۲۸۵ : إذا جهر فی القراءة موضع الخفوت أو خفت موضع الجهر جهلاً منه بالحکم أو نسیاناً صحّت صلاته. وإذا علم بالحکم أو تذکر أثناء القراءة صحّ ما مضی ویأتی بوظیفته فی الباقی.

مسألة ۲۸۶ : لا بأس بقراءة الحمد والسورة فی المصحف فی الفرائض والنوافل، سواء تمکن من الحفظ أو الائتمام أو المتابعة للقارئ أم لم یتمکن من ذلک، وإن کان الأحوط استحباباً الاقتصار فی ذلک علی حال الاضطرار. ولا بأس بقراءة الأدعیة والأذکار فی القنوت وغیره فی المصحف وغیره.

مسألة ۲۸۷ : یتخیر المصلّی - إماماً کان أم مأموماً - فی الرکعة الثالثة من المغرب وفی الأخیرتین من الظهرین والعشاء بین قراءة الحمد والتسبیح، والأحوط لزوماً الخفوت بهما فی هذه الرکعات، ولکن یجوز بل یستحبّ الجهر بالبسملة فیما إذا اختار قراءة الحمد، إلّا فی القراءة خلف الإمام، فإنّ الأحوط لزوماً ترک الجهر بالبسملة فیها.

ویجزئ فی التسبیح أن یقول: «سُبْحَانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَکبَرُ» مرّة واحدة، والأحوط استحباباً ثلاث مرّات. والأولی الاستغفار بعد التسبیحات ولو بأن یقول: «اللّٰهُمَّ اغْفِرْ لِی».

مسألة ۲۸۸ : إذا لم یتمکن من التسبیح تعین علیه قراءة الحمد.

مسألة ۲۸۹ : یجوز التفریق فی الرکعتین الأخیرتین بأن یقرأ فی إحداهما فاتحة الکتاب ویسبّح فی الأخری.

مسألة ۲۹۰ : من نسی قراءة الحمد فی الرکعة الأولی والثانیة فالأحوط الأولی أن یختارها علی التسبیحات فی الرکعة الثالثة أو الرابعة.

مسألة ۲۹۱ : من نسی القراءة أو التسبیحة حتّی رکع فلا شیء علیه، والأحوط الأولی أن یسجد سجدتین للسهو بعد الصلاة.

مسألة ۲۹۲ : حکم القراءة والتسبیحات من جهة اعتبار القیام والطمأنینة والاستقلال فیها کما مرّ فی تکبیرة الإحرام، وما ذکرناه من الفروع هناک یجری بتمامه هنا، غیر أنّهما یفترقان من جهتین:

۱- إذا نسی القیام حال القراءة أو التسبیح فقرأ أو سبّح جالساً، فإن تذکره قبل الرکوع فالأحوط وجوباً أن یتدارکه، وإن تذکر بعدما قام ورکع عن قیام صحّت صلاته.

 

۲- إذا لم یتمکن من القیام فی تمام القراءة أو التسبیح وجب القیام فیهما بالمقدار الممکن، فإذا عجز جلس. وکذلک إذا لم یتمکن من الجلوس فی تمام القراءة أو الاضطجاع علی الجانب الأیمن أو الأیسر علی الترتیب الذی ذکرناه فی المسألة (۲۶۷).

مسألة ۲۹۳ : إذا شک فی القراءة فإن کان شکه فی صحّتها بعد الفراغ منها لم یعتن بالشک، وکذلک إذا شک فی نفس القراءة بعدما هوی إلی الرکوع أو دخل فی القنوت، وأمّا إذا شک فیها قبل ذلک لزمت علیه القراءة.

مسألة ۲۹۴ : إذا شک فی قراءة الحمد بعدما دخل فی السورة لم یعتن بالشک، وکذا إذا دخل فی جملة وشک فی جملة سابقة علیها.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

تکبیرة الاحرام


احکام الصلاة

تکبیرة الاحرام

وهی أیضاً من الأرکان، فتبطل الصلاة بنقصانها عمداً أو سهواً، وأمّا زیادتها السهویة فلا توجب البطلان.

مسألة ۲۶۱ : الواجب فی التکبیرة أن یقول: «اللهُ أَکبَر» علی النهج العربی مادّة وهیئة، فلو قال: (اللهُ واکبَر) أو قال: (اللهُ أَکبَار) بإشباع فتحة الباء حتّی تولّد الألف، أو شدّد راء (أکبر) بطل.

مسألة ۲۶۲ : الجاهل بالتکبیرة یلقّنه غیره أو یتعلّم، فإن لم یمکن - ولو لضیق الوقت - اجتزأ بما أمکنه منها وإن کان غلطاً ما لم یکن مغیراً للمعنی، فإن عجز جاء بمرادفها، وإن عجز فبترجمتها علی الأحوط وجوباً فی الصورتین الأخیرتین.

مسألة ۲۶۳ : الأخرس لعارض مع التفاته إلی لفظة التکبیرة یأتی بها علی قدر ما یمکنه، فإن عجز حرّک بها لسانه وشفتیه حین إخطارها بقلبه وأشار بإصبعه إلیها علی نحو یناسب تمثیل لفظها إذا تمکن منها علی هذا النحو، وإلّا فبأی وجه ممکن.

وأمّا الأخرس الأصمّ من الأوّل فیحرک لسانه وشفتیه تشبیهاً بمن یتلفّظ بها مع ضمّ الإشارة بالإصبع إلیها أیضاً، وکذلک حالهما فی القراءة وسائر أذکار الصلاة.

مسألة ۲۶۴ : یعتبر فی تکبیرة الإحرام فی الصلاة الفریضة القیام التامّ والاستقرار، ومع عدم التمکن من أی منهما یسقط وجوبه. والأحوط وجوباً رعایة الاستقلال أیضاً بأن لا یتّکئ علی شیء مثل العصا مع التمکن من ترکه. وإذا دار الأمر بین القیام مستنداً والجلوس مستقلّاً تعین الأوّل.

مسألة ۲۶۵ : إذا کبّر وهو غیر قائم بطلت صلاته وإن کان عن سهو، ولا تبطل بعدم الاستقرار إذا لم یکن عن عمد.

مسألة ۲۶۶ : الأحوط وجوباً أن یکون القیام علی القدمین جمیعاً، ولا بأس بأن یجعل ثقله علی إحداهما أکثر منه علی الأخری، ویعتبر أن لا یکون التباعد بین الرجلین فاحشاً بحیث لا یصدق معه القیام عرفاً، بل وإن لم یخرج عن صدقه علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۶۷ : إذا لم یقدر علی ما یصدق علیه القیام عرفاً بلحاظ حاله - ولو منحنیاً أو منفرج الرجلین - کبّر وصلّی جالساً، فإن لم یتمکن صلّی مضطجعاً علی الجانب الأیمن أو الأیسر، والأحوط لزوماً تقدیم الأیمن علی الأیسر مع الإمکان، فإن لم یتمکن منهما صلّی مستلقیاً علی قفاه علی وجهٍ لو جلس کان وجهه إلی القبلة.

مسألة ۲۶۸ : إذا شک فی تکبیرة الإحرام بعد الدخول فی الاستعاذة أو القراءة لم یعتن به، ویجب الاعتناء به قبله. وإذا شک فی صحّتها بعد الفراغ منها لم یعتن به وإن لم یدخل فیما بعدها.

مسألة ۲۶۹ : یجزئ لافتتاح الصلاة تکبیرة واحدة، ویستحبّ الإتیان بسبع تکبیرات، والأحوط الأولی أن یجعل السابعة تکبیرة الإحرام مع الإتیان بغیرها بقصد القربة المطلقة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

النیة


احکام الصلاة

النیة

أجزاء الصلاة وواجباتها

وهی أمور:

الأوّل: النیة

وهی من الأرکان، فتبطل الصلاة بنقصانها ولو کان عن سهو. ومعنی النیة: القصد إلی العمل متعبّداً به، أی بإضافته إلی الله تعالی إضافة تذلّلیة کالإتیان به بداعی امتثال أمره.

ولا یعتبر التلفّظ بها ولا الإخطار بالبال، بل یکفی وجود الداعی القلبی. نعم، یعتبر فیها الاستمرار بمعنی أنّه لا بُدَّ من وقوع جمیع أجزاء الصلاة بالقصد المذکور، بحیث لو التفت إلی نفسه لرأی أنّه یصلّی عن قصد قربی، کما یعتبر فیها الإخلاص، فإذا انضمّ الریاء إلی الداعی الإلهی بطلت الصلاة.

وأمّا الضمائم الأخری غیر الریاء فإن کانت راجحة أو مباحة وکان الداعی إلیها قصد القربة - کما إذا أتی بالصلاة قاصداً تعلیم الغیر أیضاً قربة إلی الله تعالی - لم تضر بالصحّة، وأمّا إذا لم یکن الداعی إلی الضمیمة قصد القربة أدّی ذلک إلی بطلان الصلاة إن لم یکن الداعی الإلهی محرّکاً وداعیاً بالاستقلال، بل وإن کان کذلک علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۵۸ : إذا تردّد المصلّی فی إتمام صلاته، أو عزم علی قطعها ولو بعد ذلک، أو نوی الإتیان بالقاطع مع الالتفات إلی کونه مبطلاً فإن لم یأت بشیء من أجزائها فی الحال ولم یأت بمبطل آخر جاز له الرجوع إلی نیته الأولی وإتمام صلاته، وأمّا إذا أتی ببعض الأجزاء ثُمَّ عاد إلی النیة الأولی فإن قصد به جزئیة الواجب وکان فاقداً للنیة المعتبرة - کما إذا أتی به بداعویة الأمر التشریعی - بطلت صلاته، وإن لم یقصد به الجزئیة فالبطلان موقوف علی کونه فعلاً کثیراً ماحیاً لصورة الصلاة أو ممّا تکون زیادته ولو بغیر قصد الجزئیة مبطلة، وسیأتی ضابطه فی أحکام الخلل.

مسألة ۲۵۹ : إذا دخل فی صلاة معینة ثُمَّ قصد بسائر الأجزاء صلاة أخری غفلة واشتباهاً صحّت صلاته علی ما نواه أوّلاً، ولا فرق فی ذلک بین أن یلتفت إلی ذلک بعد الفراغ من الصلاة أو فی أثنائها، مثلاً: إذا شرع فی فریضة الفجر ثُمَّ تخیل أنّه فی نافلة الفجر فأتمّها کذلک، أو أنّه التفت إلی ذلک قبل الفراغ فأتمّها علی النیة الأولی صحّت صلاته.

مسألة ۲۶۰ : إذا شک فی النیة وهو فی الصلاة فإن علم بنیته فعلاً وکان شکه فی الأجزاء السابقة مضی فی صلاته، کمن شک فی نیة صلاة الفجر حال الرکوع مع علمه بأنّه قد أتی بالرکوع بنیة صلاة الفجر، وأمّا إذا لم یعلم بنیته حتّی فعلاً فلا بُدَّ له من إعادة الصلاة.

هذا فی غیر المترتبتین الحاضرتین، وأمّا فیهما فلو لم یکن آتیاً بالأولی أو شک فی إتیانه بها وکان فی وقت تجب علیه جعل ما بیده الأولی وأتمّها ثُمَّ أتی بالثانیة.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

الاذان و الاقامة


احکام الصلاة

الأذان والإقامة

یستحبّ الأذان والإقامة فی الفرائض الیومیة أداءً وقضاءً.

وکیفیة الأذان أن یقول:

«اللهُ أَکبَرُ» أربع مرّات.

«أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ» مرّتین.

«أَشْهَدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله» مرّتین.

«حَی عَلَیٰ الصَّلَاةِ» مرّتین.

«حَی عَلَیٰ الفَلَاحِ» مرّتین.

«حَی عَلَیٰ خَیرِ العَمَلِ» مرّتین.

«اللهُ أَکبَرُ» مرّتین.

«لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ» مرّتین.

وکیفیة الإقامة أن یقول:

«اللهُ أَکبَرُ» مرّتین ثُمَّ یمضی علی ترتیب الأذان إلی «حَی عَلَیٰ خَیرِ العَمَلِ»، وبعد ذلک یقول:

«قَدْ قَامَتِ الصَّلَاةُ» مرّتین.

«اللهُ أَکبَرُ» مرّتین.

«لَا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ» مرّة واحدة.

والشهادة بولایة أمیر المؤمنین (علیه السلام) مکمِّلة للشهادة بالرسالة ومستحبّة فی نفسها وإن لم تکن جزءاً من الأذان ولا الإقامة، وکذا الصلاة علی محمّد وآل محمّد عند ذکر اسمه الشریف.

مسألة ۲۵۴ : یتأکد استحباب الأذان والإقامة فی خصوص المغرب والصبح من الفرائض الیومیة، کما یتأکدان للرجال، وأشدّهما تأکیداً لهم الإقامة، بل الأحوط استحباباً لهم عدم ترکها، ولا یتأکدان بالنسبة للنساء.

مسألة ۲۵۵ : یسقط الأذان والإقامة فی موارد منها ما یأتی:

۱- ما إذا دخل فی الجماعة التی أُذّن لها وأُقیم، سواء کان الداخل هو الإمام أم المأموم.

۲- ما إذا دخل المسجد للصلاة وقد انتهت صلاة الجماعة ولکن لم تتفرّق صفوفها بعد، فإنّه إذا أراد الصلاة منفرداً لم یتأکد له الأذان والإقامة، بل الأحوط الأولی أن لا یأتی بالأذان إلّا سرّاً، وإذا أراد إقامة جماعة أخری لم یشرع له الأذان والإقامة.

ویشترط فی السقوط وحدة المکان عرفاً، وصحّة الجماعة السابقة، وأن یکونوا قد أذنوا لصلاتهم وأقاموا.

۳- ما إذا سمع إقامة وأذان غیره للصلاة، فإنّه یجزئ عن أذانه وإقامته فیما إذا لم یقع بین صلاته وبین ما سمعه من الأذان والإقامة فصل کثیر، ولا فرق فی ذلک بین أن یکون الآتی بهما إماماً أو مأموماً أو منفرداً.

مسألة ۲۵۶ : یسقط الأذان للصلاة الثانیة من المشترکتین فی الوقت إذا جمع بینهما عند استحباب الجمع - کما فی الظهرین یوم عرفة فی وقت صلاة الظهر ولو فی غیر الموقف، والعشاءین لیلة العید بمزدلفة فی وقت صلاة العشاء - بل فی مطلق موارده، فمتی جمع بین الفرضین أداءً سقط أذان الثانیة، وکذا إذا جمع بین قضاء الفوائت فی مجلس واحد فإنّه یسقط الأذان عمّا عدا الأولی. والأحوط وجوباً ترکه فی الجمیع بداعی المشروعیة، بل لا یؤتی به فی الموردین الأوّلین مطلقاً ولو رجاءً.

مسألة ۲۵۷ : یعتبر فی الأذان والإقامة النیة والترتیب والموالاة ودخول الوقت. ویعتبر فی الإقامة الطهارة والقیام. وینبغی عدم التکلّم فی أثنائهما، ویکره التکلّم بعد قوله (قد قامت الصلاة) إلّا فیما یتعلّق بالصلاة کتسویة الصفّ ونحوه.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

شرائط لباس المصلی


احکام الصلاة

شرائط لباس المصلی

یشترط فی لباس المصلّی أمور:

الأوّل: الطهارة، وقد مرّ تفصیله فی المسألة (۲۰۵) وما بعدها.

الثانی: إباحته علی الأحوط لزوماً فیما کان ساتراً للعورة فعلاً، واستحباباً فی غیره.

مسألة ۲۲۹ : إذا صلّی فی ثوب جاهلاً بغصبیته ثُمَّ انکشف له ذلک صحّت صلاته، وکذلک إذا کان ناسیاً وتذکر بعد الصلاة إذا لم یکن هو الغاصب، وإلّا فالأحوط وجوباً إعادتها.

مسألة ۲۳۰ : إذا اشتری ثوباً بما فیه الخمس کان حکمه حکم المغصوب، وأمّا إذا اشتری بما فیه حقّ الزکاة فلا یلحقه حکمه کما سیأتی فی المسألة (۵۶۲).

الثالث: أن لا یکون من أجزاء المیتة التی تحلّها الحیاة، من دون فرق بین ما تتمّ الصلاة فیه وما لا تتمّ فیه الصلاة علی الأحوط وجوباً. ویختصّ هذا الحکم بالمیتة النجسة، وإن کان الأحوط الأولی الاجتناب عن المیتة الطاهرة أیضاً. وأمّا ما لا تحلّه الحیاة من میتة حیوان یحلّ أکل لحمه کالشعر والصوف فلا بأس بالصلاة فیه.

مسألة ۲۳۱ : یجوز حمل ما تحلّه الحیاة من أجزاء المیتة النجسة فی الصلاة وإن کان ملبوساً، کأن یضع الثوب المتّخذ من جلد المیتة فی جیبه.

مسألة ۲۳۲ : اللحم أو الجلد ونحوهما المأخوذ من ید المسلم یحکم علیه بالتذکیة ویجوز أکله بشرط اقترانها بما یقتضی تصرّفه فیه تصرّفاً یناسب التذکیة. وفی حکم المأخوذ من ید المسلم ما صنع فی أرض غلب فیها المسلمون، وما یوجد فی سوق المسلمین إذا لم یعلم أن المأخوذ منه غیر مسلم، وأمّا ما یوجد مطروحاً فی أرضهم فیحکم بطهارته ولا یحکم بحلیته علی الأحوط لزوماً إلّا مع الاطمئنان بسبق أحد الأمور الثلاثة.

مسألة ۲۳۳ : اللحم أو الجلد ونحوهما المأخوذ من ید الکافر أو المجهول إسلامه، وما وجد فی بلاد الکفر، وما أخذ من ید المسلم ممّا علم أنّه قد أخذه من ید الکافر ولم یحرز تذکیته لا یجوز أکله، ولکن یجوز بیعه ویحکم بطهارته وبجواز الصلاة فیه إذا احتمل أن یکون مأخوذاً من الحیوان المذکی.

مسألة ۲۳۴ : تجوز الصلاة فی ما لم یحرز أنّه جلد حیوان وإن أُخذ من ید الکافر.

مسألة ۲۳۵ : إذا صلّی فی ثوب ثُمَّ علم بعد الصلاة أنّه کان متّخذاً من المیتة النجسة صحّت صلاته، إلّا إذا کان شاکاً ولم یفحص قبل الدخول فی الصلاة حسب ما تقدّم فی المسألة (۲۰۸). وأمّا إذا نسی ذلک وتذکره بعد الصلاة فالأحوط لزوماً إعادتها - سواء أکان الثوب ممّا تتمّ فیه الصلاة أم لا - إذا کان نسیانه ناشئاً من إهماله وعدم تحفّظه، وإلّا فلا شیء علیه.

الرابع: أن لا یکون من أجزاء السباع بل مطلق ما لا یؤکل لحمه من الحیوان الذی له نفس سائلة علی الأحوط وجوباً، ویختصّ المنع بما تتمّ الصلاة فیه، وإن کان الاجتناب عن غیره أیضاً أحوط استحباباً. وتجوز الصلاة فی جلد الخزّ والسنجاب ووبرهما وإن کانا من غیر مأکول اللحم.

مسألة ۲۳۶ : لا بأس بالصلاة فی شعر الإنسان، سواء أکان من نفس المصلّی أو من غیره.

مسألة ۲۳۷ : لا بأس بالصلاة فی الشمع والعسل والحریر غیر الخالص، ودم البقّ والبرغوث والقمل ونحوها من الحیوانات التی لا لحم لها.

مسألة ۲۳۸ :لا بأس بالصلاة فی ما یحتمل أنّه من غیر مأکول اللحم، وکذلک ما لا یعلم أنّه من أجزاء الحیوان، وما لا یعلم کون الحیوان المتّخذ منه ذا لحم عرفاً.

مسألة ۲۳۹ : إذا صلّی فی ما لا یؤکل لحمه جهلاً أو نسیاناً حتّی فرغ من الصلاة صحّت صلاته، إلّا إذا کان جاهلاً بالحکم عن تقصیر فإنّه تجب علیه الإعادة.

الخامس: أن لا یکون لباس الرجل من الذهب الخالص أو المغشوش، دون المموَّه والمطلی الذی یعدّ الذهب فیه لوناً محضاً. والمراد باللباس هنا: کلّ ما یطلق علی استعماله عنوان (اللبس) عرفاً وإن لم یکن من الثیاب، کالخاتم والزناجیر المعلّقة والساعة الیدویة. نعم، لا بأس بحمل الذهب فی الصلاة، ومن هذا القبیل حمل الساعة الذهبیة الجیبیة.

مسألة ۲۴۰ : یحرم لبس الذهب للرجال فی غیر حال الصلاة أیضاً. والأحوط لزوماً ترک التزین به مطلقاً حتّی فیما لا یطلق علیه اللبس عرفاً، کجعل أزرار اللباس من الذهب أو جعل مقدّم الأسنان منه. نعم، لا بأس بشدّها به أو جعل الأسنان الداخلیة منه.

مسألة ۲۴۱ : إذا شک فی خاتم ولم یعلم أنّه من الذهب جاز لبسه فی نفسه ولا یضرّ بالصلاة.

مسألة ۲۴۲ : لا فرق فی حرمة لبس الذهب وإبطاله الصلاة بین أن یکون ظاهراً أو لا.

مسألة ۲۴۳ : إذا صلّی فی خاتم لم یعلم أنّه من الذهب أو نسیه ثُمَّ التفت إلیه بعد الصلاة صحّت صلاته. نعم، الجاهل المقصّر تلزمه الإعادة.

السادس: أن لا یکون لباس الرجل الذی تتمّ فیه الصلاة من الحریر الخالص، وأمّا إذا امتزج بغیره ولم یصدق علیه الحریر الخالص جاز لبسه والصلاة فیه.

مسألة ۲۴۴ : لا بأس بأن یکون سجاف الثوب ونحوه من الحریر الخالص، والأحوط استحباباً أن لا یزید عرضه علی أربعة أصابع مضمومة.

مسألة ۲۴۵ : لا بأس بحمل الحریر فی الصلاة وإن کان ممّا تتمّ الصلاة فیه.

مسألة ۲۴۶ : لا یجوز للرجال لبس الحریر الخالص فی غیر حال الصلاة أیضاً. نعم، لا بأس به فی الحرب والضرورة والحرج کالبرد والمرض ونحوهما، وفی هذه الموارد تجوز الصلاة فیه أیضاً.

مسألة ۲۴۷ : إذا صلّی فی الحریر جهلاً أو نسیاناً ثُمَّ انکشف له الحال بعد الصلاة صحّت صلاته.

مسألة ۲۴۸ : إذا شک فی لباس ولم یعلم أنّه من الحریر جاز لبسه والصلاة فیه.

مسألة ۲۴۹ : تختصّ حرمة لبس الذهب والحریر بالرجال کما تقدّم، ولا بأس به للنساء فی الصلاة وفی غیرها، وکذلک الأطفال الذکور، فیجوز للولی أن یلبسهم الذهب والحریر، وتصحّ صلاتهم فیهما.

مسألة ۲۵۰ : یحرم لبس لباس الشهرة - وهو اللباس الذی یظهر المؤمن فی شنعة وقباحة وفظاعة عند الناس - لحرمة هتک المؤمن نفسه وإذلاله إیاها.

مسألة ۲۵۱ : الأحوط وجوباً أن لا یتزیا أی من الرجل والمرأة بزی الآخر فی اللباس. وأمّا لبس الرجل بعض ملابس المرأة لغرض آخر - وکذا العکس - فلا بأس به. وفیما إذا حرم اللبس لم یضرّ بصحّة الصلاة مطلقاً وإن کان ساتراً له حالها.

مسألة ۲۵۲ : إذا انحصر لباس المصلّی بالمغصوب أو الحریر أو الذهب أو السباع صلّی عاریاً. وإذا انحصر بما عدا السباع من غیر مأکول اللحم من الحیوان فالأحوط وجوباً الجمع بین الصلاة فیه والصلاة عاریاً. وإذا انحصر فی النجس جاز الصلاة فیه.

مسألة ۲۵۳ : الأحوط لزوماً تأخیر الصلاة عن أوّل الوقت إذا لم یکن عنده ساتر واحتمل حصوله علیه فی آخر الوقت، أما لو یئس عن حصوله علیه فله أن یصلّی عاریاً، ولا تلزمه إعادتها لو صادف فحصل علی الساتر فی الوقت.

الرجوع الی الفهرس

thaniashar

مقدمات الصلاة


احکام الصلاة

مقدمات الصلاة

مقدّمات الصلاة خمس:

الأولی: الوقت

مسألة ۱۸۸ : وقت صلاة الظهرین من زوال الشمس إلی الغروب، وتختصّ صلاة الظهر من أوّله بمقدار أدائها، کما تختصّ صلاة العصر من آخره بمقدار أدائها، ولا تزاحم کلّ منهما الأخری وقت اختصاصها. ولو صلّی الظهر قبل الزوال معتقداً دخول الوقت ثُمَّ علم بدخوله وهو فی الصلاة صحّت صلاته، وجاز له الإتیان بصلاة العصر بعدها وإن کان الأحوط استحباباً إتمامها وإعادتها.

مسألة ۱۸۹ : یعتبر الترتیب بین الصلاتین، فلا یجوز تقدیم العصر علی الظهر عمداً. نعم، إذا صلّی العصر قبل أن یأتی بالظهر لنسیان ونحوه صحّت صلاته، فإن التفت فی أثناء الصلاة عدل بها إلی الظهر وأتمّ صلاته، وإن التفت بعد الفراغ صحّت عصراً وأتی بالظهر بعدها.

مسألة ۱۹۰ : الأحوط لزوماً عدم تأخیر صلاة الظهرین إلی سقوط قرص الشمس. نعم، مع الشک فی سقوط القرص واحتمال اختفائه بالأبنیة ونحوها یجوز التأخیر والإتیان بهما قبل زوال الحمرة المشرقیة.

مسألة ۱۹۱ : وقت صلاة العشاءین للمختار من أوّل المغرب إلی نصف اللیل (منتصف ما بین غروب الشمس والفجر)، وتختصّ صلاة المغرب من أوّله بمقدار أدائها، کما تختصّ العشاء من آخره بمقدار أدائها نظیر ما تقدّم فی الظهرین.

وأمّا المضطرّ لنوم أو نسیان أو حیض أو غیرها فیمتدّ وقتهما له إلی الفجر، وتختصّ العشاء من آخره بمقدار أدائها. ویعتبر الترتیب بینهما، ولکنّه لو صلّی العشاء قبل أن یصلّی المغرب لنسیان ونحوه ولم یتذکر حتّی فرغ منها صحّت صلاته وأتی بصلاة المغرب بعدها ولو کان فی الوقت المختصّ بالعشاء.

مسألة ۱۹۲ : لا یجوز تقدیم صلاة المغرب علی زوال الحمرة المشرقیة عند الشک فی سقوط قرص الشمس واحتمال استتاره بحاجب کالجبال والأبنیة والأشجار، بل الأحوط لزوماً عدم تقدیمها علیه حتّی مع العلم بسقوط القرص، والأولی عدم تأخیرها عن ذهاب الشفق وهو الحمرة المغربیة.

مسألة ۱۹۳ : إذا دخل فی صلاة العشاء ثُمَّ تذکر أنّه لم یصلّ المغرب عدل بها إلی صلاة المغرب إذا کان تذکره قبل أن یدخل فی رکوع الرکعة الرابعة، وإذا کان تذکره بعده صحّت صلاته عشاءً ویأتی بعدها بصلاة المغرب، وقد مرّ آنفاً حکم التذکر بعد الصلاة.

مسألة ۱۹۴ : إذا لم یصلِّ صلاة المغرب أو العشاء اختیاراً حتّی انتصف اللیل فالأحوط وجوباً أن یصلّیها قبل أن یطلع الفجر بقصد ما فی الذمّة من دون نیة الأداء أو القضاء، ومع ضیق الوقت یأتی بالعشاء ثُمَّ یقضیها بعد قضاء المغرب احتیاطاً وجوبیاً.

مسألة ۱۹۵ : وقت صلاة الفجر من الفجر إلی طلوع الشمس. ویعرف الفجر باعتراض البیاض فی الأفق المتزاید وضوحاً وجلاءً، ویسمّی بالفجر الصادق.

مسألة ۱۹۶ : وقت صلاة الجمعة أوّل الزوال عرفاً من یوم الجمعة. ولو لم یصلّها فی هذا الوقت لزمه الإتیان بصلاة الظهر.

مسألة ۱۹۷ : یعتبر فی جواز الدخول فی الصلاة أن یستیقن بدخول الوقت أو تقوم به البینة، ویجتزأ بالاطمئنان الحاصل من أذان الثقة العارف بالوقت أو من إخباره أو من سائر المناشیء العقلائیة، ولا یکتفی بالظنّ وإن کان للمکلّف مانع شخصی عن معرفة الوقت کالعمی والحبس، بل وإن کان المانع نوعیاً - کالغیم - علی الأحوط لزوماً، فلا بُدَّ فی الحالتین من تأخیر الصلاة إلی حین الاطمئنان لدخول الوقت.

مسألة ۱۹۸ : إذا صلّی معتقداً دخول الوقت بأحد الأمور المذکورة ثُمَّ انکشف له أنّ الصلاة وقعت بتمامها خارج الوقت بطلت صلاته. نعم، إذا علم أنّ الوقت قد دخل وهو فی الصلاة صحّت صلاته. وإذا صلّی غافلاً وتبین دخول الوقت فی الأثناء لم تصحّ ولزمه إعادتها.

مسألة ۱۹۹ : لا یجوز تأخیر الصلاة عن وقتها اختیاراً، ولا بُدَّ من الإتیان بجمیعها فی الوقت، ولکنّه لو أخرها عصیاناً أو نسیاناً حتّی ضاق الوقت وتمکن من الإتیان بها فیه ولو برکعة وجبت المبادرة إلیها وکانت الصلاة أداءً.

مسألة ۲۰۰ : یجوز التنفّل فی وقت الفریضة، والأحوط الأولی الإتیان بالفریضة أوّلاً فی غیر النوافل الیومیة السابقة علی الفریضة.

الثانیة: القبلة وأحکامها

مسألة ۲۰۱ : یجب استقبال القبلة مع الإمکان فی جمیع الفرائض وتوابعها من الأجزاء المنسیة وصلاة الاحتیاط دون سجدتی السهو. وأمّا النوافل فلا یعتبر فیها الاستقبال حال المشی أو الرکوب، والأحوط وجوباً اعتباره فیها حال الاستقرار. والقبلة هی: المکان الواقع فیه البیت الشریف، ویتحقّق استقباله بمحاذاة عینه مع التمکن من تمییزها، والمحاذاة العرفیة عند عدم التمکن من ذلک.

مسألة ۲۰۲ : ما کان من الصلوات واجبة زمان حضور الإمام (علیه السلام) - کصلاة العیدین - یعتبر فیها استقبال القبلة وإن کانت مستحبّة فعلاً، وأمّا ما عرض علیه الوجوب بنذر وشبهه فلا یعتبر فیه الاستقبال حال المشی والرکوب.

مسألة ۲۰۳ : یجب العلم باستقبال القبلة، وتقوم البینة مقامه إذا کانت مستندة إلی المبادئ الحسیة أو ما بحکمها کالاعتماد علی الآلات المستحدثة لتعیین القبلة، والظاهر حجّیة قول الثقة من أهل الخبرة فی تعیین القبلة وإن لم یفد الظنّ حتّی مع التمکن من تحصیل العلم بها.

ومع عدم التمکن من تحصیل العلم أو ما بحکمه یجب أن یبذل المکلّف جهده فی معرفتها، ویعمل علی ما یحصل له من الظنّ، ومع عدم التمکن منه أیضاً یجزئ التوجّه إلی ما یحتمل وجود القبلة فیه، والأحوط استحباباً أن یصلّی إلی أربع جهات.

مسألة ۲۰۴ : إذا ثبت له بوجه شرعی أن القبلة فی جهة فصلّی إلیها ثُمَّ انکشف له الخلاف، فإن کان انحرافه عنها لم یبلغ حدّ الیمین أو الیسار توجّه إلی القبلة وأتمّ صلاته فیما إذا کان الانکشاف أثناء الصلاة، وإذا کان بعد الفراغ منها لم تجب الإعادة.

وأمّا إذا بلغ الانحراف حدّ الیمین أو الیسار أو کانت صلاته إلی دبر القبلة، فإن کان الانکشاف قبل مضی الوقت أعادها، ولا یجب القضاء إذا انکشف الحال بعد مضی الوقت وإن کان أحوط استحباباً.

الثالثة: الطهارة فی الصلاة

مسألة ۲۰۵ : تعتبر فی الصلاة طهارة ظاهر البدن حتّی الظفر والشعر، وطهارة اللباس. نعم، لا بأس بنجاسة ما لا تتمّ فیه الصلاة من اللباس کالقلنسوة والتکة والجورب، بشرط أن لا یکون متّخذاً من المیتة النجسة ولا نجس العین کالکلب علی الأحوط وجوباً. ولا بأس بحمل النجس والمتنجّس فی الصلاة کأن یضع مندیله المتنجّس فی جیبه.

مسألة ۲۰۶ : لا بأس بنجاسة البدن أو اللباس من دم القروح أو الجروح قبل البرء، ولا سیما إذا کان التطهیر أو التبدیل حرجیاً نوعاً. نعم، یعتبر فی الجرح أن یکون ممّا یعتدّ به وله ثبات واستقرار، وأمّا الجروح الجزئیة فیجب تطهیرها إلّا فیما سیأتی.

مسألة ۲۰۷ : لا بأس بالصلاة فی الدم إذا کان أقلّ من الدرهم - أی ما یساوی عقد الإبهام - بلا فرق بین اللباس والبدن ولا بین أقسام الدم، ویستثنی من ذلک دم الحیض، ویلحق به علی الأحوط لزوماً دم نجس العین والمیتة والسباع بل مطلق غیر مأکول اللحم، ودم النفاس والاستحاضة فلا یعفی عن قلیلها أیضاً.

وإذا شک فی دم أنّه أقلّ من الدرهم أم لا بنی علی العفو عنه إلّا إذا کان مسبوقاً بالأکثریة عن المقدار المعفو عنه. وإذا علم أنّه أقلّ من الدرهم وشک فی کونه من الدماء المذکورة المستثناة فلا بأس بالصلاة فیه.

مسألة ۲۰۸ : إذا صلّی جاهلاً بنجاسة البدن أو اللباس ثُمَّ علم بها بعد الفراغ منها صحّت صلاته إذا لم یکن شاکاً فیها قبل الصلاة، أو شک وفحص ولم یحصل له العلم بها. وأمّا الشاک غیر المتفحّص فالأحوط لزوماً فیما إذا وجد النجاسة بعد الصلاة أن یعیدها فی الوقت ویقضیها فی خارجه.

وإذا علم بالنجاسة فی الأثناء فإن احتمل حدوثها بعد الدخول فی الصلاة وتمکن من التجنّب عنها بالتبدیل أو التطهیر أو النزع - علی نحو لا ینافی الصلاة - فعل ذلک وأتمّ صلاته ولا شیء علیه، وإن لم یتمکن منه فإن کان الوقت واسعاً استأنف الصلاة علی الأحوط لزوماً، وإن کان ضیقاً أتمّها مع النجاسة ولا شیء علیه.

وإن علم أن النجاسة کانت قبل الصلاة فالأحوط لزوماً استئنافها مع سعة الوقت، وأمّا مع ضیقه حتّی عن إدراک رکعة فإن أمکن التجنّب عن النجاسة بالتبدیل أو التطهیر أو النزع - من غیر لزوم المنافی - فعل ذلک وأتمّ الصلاة، وإلّا صلّی معها وتصحّ صلاته.

مسألة ۲۰۹ : إذا علم بنجاسة البدن أو اللباس فنسیها وصلّی فإن کان نسیانه ناشئاً عن الإهمال وعدم التحفّظ فالأحوط لزوماً أن یعید الصلاة، سواء تذکر فی أثنائها أم بعد الفراغ منها، وهکذا لو تذکر بعد مضی الوقت، وأمّا إذا لم یکن منشأ نسیانه الإهمال فحکمه حکم الجاهل بالموضوع وقد تقدّم فی المسألة السابقة.

مسألة ۲۱۰ : تجب فی الصلاة الطهارة من الحدث بالوضوء أو الغسل أو التیمّم، وقد مرّ تفصیل ذلک فی مسائل الوضوء والغسل والتیمّم.

الرابعة: مکان المصلّی

مسألة ۲۱۱ : لا تصحّ الصلاة فی المکان المغصوب علی الأحوط لزوماً وإن کان الرکوع والسجود بالإیماء. ویختصّ هذا الحکم بالعالم العامد، فلو صلّی فی المغصوب غافلاً أو جاهلاً بغصبیته أو ناسیاً لها ولم یکن هو الغاصب صحّت صلاته.

مسألة ۲۱۲ : إذا أوصی المیت بصرف الثلث من ترکته فی مصرف ما وعین الثلث من دار أو بستان أو دکان ونحوها لم یجز التصرّف فیه قبل إخراج الثلث، فلا یجوز الوضوء أو الغسل أو الصلاة فی ذلک المکان.

مسألة ۲۱۳ : إذا کان المیت مشغول الذمّة بدین أو زکاة أو نحوهما من الحقوق المالیة - عدا الخمس - لم یجز التصرّف فی ترکته بما ینافی أداء الحقّ منها، سواء أکان مستوعباً لها أم لا، وأمّا التصرّف بمثل الصلاة فی داره فالظاهر جوازه بإذن الورثة. وإذا کان مشغول الذمّة بالخمس فإن کان ممّن یدفع الخمس جری علیه ما تقدّم، وإن کان ممّن لا یدفعه عصیاناً أو اعتقاداً منه بعدم وجوبه لم یجب علی وارثه المؤمن إبراء ذمّته وجاز له التصرّف فی الترکة.

مسألة ۲۱۴ : لا تجوز الصلاة ولا سائر التصرّفات فی مال الغیر إلّا برضاه وطیب نفسه، وهو یستکشف بوجوه:

۱- الإذن الصریح من المالک.

۲- الإذن بالفحوی، فلو أذن له بالتصرّف فی داره - مثلاً - بالجلوس والأکل والشرب والنوم فیها، وقطع بکونه ملازماً للإذن بالصلاة جاز له أن یصلّی فیها وإن لم یأذن للصلاة صریحاً.

۳- شاهد الحال، وذلک بأن تدلّ القرائن علی رضا المالک بالتصرّف فی ماله ولو لم یکن ملتفتاً إلیه فعلاً لنوم أو غفلة بحیث یعلم أو یطمئنّ بأنّه لو التفت لأذن.

مسألة ۲۱۵ : لا بأس بالصلاة فی الأراضی المتّسعة اتّساعاً عظیماً، کما لا بأس بالوضوء من مائها وإن لم یعلم رضا المالک به، بل وإن علم کراهته، سواء أکان کاملاً أم قاصراً، صغیراً أم مجنوناً.

وبحکمها أیضاً الأراضی غیر المحجّبة کالبساتین التی لا سور لها ولا حجاب، فیجوز الدخول إلیها والصلاة فیها وإن لم یعلم رضا المالک. نعم، إذا علم کراهته أو کان قاصراً فالأحوط لزوماً الاجتناب عنها.

ولا بأس أیضاً بالصلاة فی البیوت المذکورة فی القرآن والأکل منها ما لم یحرز کراهة المالک، وتلک البیوت: بیوت الأب والأمّ والأخ والأخت والعمّ والعمّة والخال والخالة والصدیق والبیت الذی یکون مفتاحه بید الإنسان.

مسألة ۲۱۶ : الأرض المفروشة لا تجوز الصلاة علیها إذا کان الفرش أو الأرض مغصوباً، ولو صلّی بطلت علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۱۷ : الأرض المشترکة لا تجوز فیها الصلاة ولا سائر التصرّفات إذا لم یأذن جمیع الشرکاء، ولو صلّی بطلت علی الأحوط لزوماً.

مسألة ۲۱۸ : العبرة فی الأرض المستأجرة بإجازة المستأجر دون المؤجّر.

مسألة ۲۱۹ : إذا کانت الأرض المملوکة متعلّقة لحق الغیر وکان الحقّ ممّا ینافیه مطلق التصرّف فی متعلّقه حتّی بمثل الصلاة فیه - کحقّ السکنی - فلا بُدَّ فی جواز التصرّف فیها من إجازة المالک وذی الحقّ معاً.

مسألة ۲۲۰ : المحبوس فی الأرض المغصوبة إذا لم یتمکن من التخلّص من دون ضرر أو حرج تصحّ صلاته فیها، ویصلی صلاة المختار إذا لم تستلزم تصرّفاً زائداً علی الکون فیها علی الوجه المتعارف، وإلّا صلّی بما یمکنه من دون تصرّف زائد.

مسألة ۲۲۱ : یعتبر فی مکان المصلّی أن لا یکون نجساً علی نحو تسری النجاسة منه إلی اللباس أو البدن نجاسة غیر معفو عنها، ومع عدم السرایة کذلک لا بأس بالصلاة علیها. نعم، تعتبر الطهارة فی مسجد الجبهة کما سیأتی.

مسألة ۲۲۲ : لا یجوز استدبار قبور المعصومین (علیهم السلام) فی حال الصلاة وغیرها إذا عُدّ هتکاً لحرمتهم وإساءة للأدب معهم.

مسألة ۲۲۳ : الأحوط لزوماً عدم تقدّم المرأة علی الرجل ولا محاذاتهما فی الصلاة فی مکان واحد، فیلزم تأخرها عنه ولو بمقدار یکون مسجد جبهتها محاذیاً لرکبتیه فی حال السجود أو یکون بینهما حائل أو مسافة أکثر من عشرة أذرع بذراع الید (۴,۵ متراً تقریباً).

مسألة ۲۲۴ : تستحبّ الصلاة فی المساجد للرجال والنساء، وإن کان الأفضل للمرأة أن تختار الصلاة فی المکان الأستر حتّی فی بیتها.

الخامسة:لباس المصلّی

مسألة ۲۲۵ : یعتبر فی الصلاة ستر العورة، وهی فی الرجل القُبُل (القضیب والبیضتان) والدبُر، وفی المرأة جمیع بدنها غیر الوجه - بالمقدار الذی لا یستره الخمار عادة مع ضربه علی الجیب -، والیدین إلی الزند، والرجلین إلی أوّل جزء من الساق. ولا یعتبر ستر الرأس وشعره والرقبة فی صلاة غیر البالغة.

مسألة ۲۲۶ : یکفی فی الساتر الصلاتی فی حال الاختیار مطلق ما یخرج المصلّی عن کونه عاریاً کالورق والحشیش والقطن والصوف غیر المنسوجین، بل الطین إذا کان من الکثرة بحیث لا یصدق معه کون المصلّی عاریاً، وأمّا فی حال الاضطرار فیجزئ التلطّخ بالطین ونحوه.

مسألة ۲۲۷ : إذا انکشف له أثناء الصلاة أن عورته لم تستر فعلاً وجبت المبادرة إلی سترها - مع عدم الاشتغال بشیء من الصلاة فی حال الانکشاف علی الأحوط لزوماً - وتصحّ صلاته، کما تصحّ أیضاً إذا کان الانکشاف بعد الفراغ من الصلاة.

مسألة 228 : إذا لم یتمکن المصلّی من الساتر بوجه فإن تمکن من الصلاة قائماً مع الرکوع والسجود بحیث لا تبدو سوأته للغیر الممیز إما لعدم وجوده أو لظلمة أو نحوها أتی بها کذلک. ولو اقتضی التحفّظ علی عدم بدوّ سوءته ترک القیام والرکوع والسجود صلّی جالساً مومئاً، ولو اقتضی ترک واحدٍ من الثلاثة ترکه وأتی ببدله، فیومئ بالرأس بدلاً عن الرکوع والسجود ویجلس بدلاً عن القیام. والأحوط لزوماً للعاری ستر السوأتین ببعض أعضائه کالید فی حال القیام والفخذین فی حال الجلوس.

الرجوع الی الفهرس

×
×
  • اضافه کردن...